ضغط القبر يكون على الجسد أم في الروح؟
د.مسعود ناجي إدريس
يتبين من ظاهر الأحاديث والروايات أن الجسد يتأثر، ولكن هذا ليس على نحو يمكن أن يشعر به الجميع ويرون الالم بأعينهم، فقد يقال إنه كالحلم.
في المنام الأحلام التي يراها الإنسان كلها عمليات غير جسدية، مثلا في الحلم، يرى أنه ذهب إلى مدينة معينة أو مجلس معين، ولكن على الرغم من أنه يرى حلما في هذا الجسد، إلا أن الجسد بالظاهر لا يتاثر ويبقى في مكانه، وربما يرى في حلمه صعوبات ومعاناة ومصائب، أو أفراحاً وملذات، ويرتاح روحه مع جسده العنصري، وأحياناً يؤثر فيه الحلم فيجعله يتحرك ويتكلم ويئن وباختصار تتأثر النفس بوضع الجسد في القبر ويشعر بضغط القبر كما يتاثر الجسد في النوم.
والنتيجة أن هذه المسائل ليست روحية محضة لأنها تخالف ظاهر الأدلة، وليست جسدية محضة أيضاً، إذ لا يبدو أنها تسبب معاناة ومشقة أو متعة وراحة للبدن.
وخلاصة القول أننا نعتبر عذاب القبر حق لهذا الجسم العنصري، ولكن لا نستطيع أن نشرح تفاصيله. فالطفل في بطن أمه لا يستطيع أن يخبرنا بأي شيء عن عالمه عندما يخرج من رحم أمه رغم انه كان جزء منه.
وإذا سئل: ضغط القبر غير منطقي بالنسبة لمن احترق جسده وتحول إلى رماد يكون الجواب هو أنه أولاً بحسب الأحاديث فإن ضغط القبر ليست شاملة، ولا علاقة لها بغياب الموضوع، أي الجسد. من الممكن أن يكون لمثل هذا الشخص الذي احترق جسده خطط أخرى، لكن إذا كان جثة وليس في القبر، فمن الممكن أن يتم الضغط عليه، حتى لو كان الضغط عن طريق الهواء.
هذه الأحداث اعتقاد عام، ولكن ليس علينا أي مسؤولية فيما يتعلق بتفاصيلها، من حيث أنه إما أن المعرفة بها ليست ضرورية أو أن المعرفة بها غير ممكنة في هذا العالم، ونفس الاعتقاد العام يكفي، ربما إذا كان لدى الإنسان الحاسة السادسة والسابعة في الغالب كان يوضح الكثير من هذه المجهولات حيث قيلت منذ القدم إن الإنسان محدود، والحقائق والمجهولات غير محدودة.