ترميم الثقة بين المواطن والحكومة الخطوة الأولى لتوحيد جهود المقاومة والجيش
رسول حسن نجم
يقول المثل العراقي (اهل الگريّة كل واحد يعرف اخيّة)، ولوضع النقاط على الحروف نقول ان الوضع العراقي يشبه إلى حد كبير الوضع في لبنان، فالمقاومة في وادي والحكومة في وادي، وغاية مافي الأمر أن المقاومة في العراق أظهرت عدائها للولايات المتحدة والكيان الصهيوني الغاصب، في حال ان الحكومة العراقية تقف موقف الخجول تجاه الضربات الأمريكية لمواقع فصائل الحشد بالإدانة والاستنكار، وهو نفس الموقف تجاه ضربات المقاومة للقواعد الأمريكية في العراق وبعض القواعد في سوريا وبعض الأهداف المنتخبة في الكيان الصهيوني.
وهذا من شأنه ان يُبقي الوضع العراقي منقسم على نفسه، فالحكومة العراقية بين الاحراج والتنديد لكلا الطرفين (الولايات المتحدة والمقاومة)فهي لاتستطيع ان توحد جبهتها مع جبهة المقاومة ليشكلان جبهة واحدة، ولاهي بقادرة على دمج المقاومة بالجيش لتكون هي من يأخذ زمام المبادرة بما تقوم به المقاومة الآن لأسباب معروفة وواضحة، ولعل من أهم هذه الأسباب هو عامل الثقة بين الحكومة والمواطن هذه الثقة التي طالما لفتنا نظر الحكومة اليها لأنها اللبنة الاساسية التي من شأنها ان تجعل العراقيين يقفون في صف الحكومة ويندمجوا بما ستقوم به من أعمال في رص الصفوف وتوحيد الجهود لاخراج القوات الامريكية من العراق.
مازال الكثير من العراقيين يشعرون بالتذمر ويوجهون أصابع الاتهام إلى الحكومة بالسرقات التي تطال حقوقهم في العيش الكريم والمساواة والعدالة، فالحكومة تقع على عاتقها اليوم مسؤوليات جسيمة في هذا الصدد، كما يعتقد العراقيون ان الأحزاب الكبيرة والتي بيدها مقدرات العراق من الثروة ومنذ عام ٢٠٠٦ هي تذهب باتجاه هذه الأحزاب سواء الدينية منها او غيرها والّا فمن أين يأتي تمويل ألآلة العسكرية لهم ومن أين لهم هذه الفضائيات والمؤسسات ومبانيها الضخمة ومن يديرونها؟! هذامايدور في الشارع العراقي وعليهم الإجابة على هذه التساؤلات بصورة شفافة وبدون مماطلات، اذا فعلا كانت الحكومة وكل ماتحويه من أحزاب وحركات تعيش في ظلها لديها القابلية اللازمة في مصارحة الشعب.