وإذا البحارُ سُجّرت… رسالة إلى القائد السيد عبد الملك الحوثي…
علي السراي
اعصفْ، فديتكَ به، صواعقَ شُهبا
طوفانُ صعدةَ مذْ عقدتَ يمينا
واليُوردُ الاعداء قعر جهنم
حطامه لعمرك بوارجَ وسفينا
وسيوف لك قد أيتمت اغمادها
وفي الدارعين منها قطع الوتينا
فإن داروا علينا رحى الحرب غدراً
طحناهم بغزةَ، وكنا الطاحنينا
بحارك سُجرت أمواجها غضباً
وبوارج في الأسر أضحت رهينا
سلاماً للقدس، لصعدةَ، منّا سلاما
لقانا، لغزة، حتى جنينا…
هو محور أعز الله به عباداً
وأذلّ به طُرًّا كيان الغاصبينا
أبا جبريل…أيها السيد القائد … ايبن من خاض غمارها حرباً ضروساً، وغاص في أوساطها متسربلاً ريب المنون، داعساً خياشيم القوم حتى أذعنوا أذلة صاغرين أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ذلك هو جدك الطحان في الميدان
(علي بن أبي طالب عليه السلام)
واليوم، هي ذي أُمية العصر، باستكبارها وأساطيلها، بأحزابها، صُهيونِها وسَلولِها، بنضيرها وقُريظتها وقينُقاعها وقض قوتها وقضيض عددها وعُدتها قد وافتك عادية (( يُريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوه ولو كره الكافرون )) (ص)
يريدون منا كمحور أن نتنازل عن شرف الدفاع عن غزة جدك هاشم، فهددوا وتوعدوا أن سيمطروها حمماً ظناً منهم أنهم قادرون على كسب جولة بعد أن أذلهم الله في غزة النصر والفداء،
فما كان منك و أنصارك الغُر الميامين الذين أعاروا الله جماجمهم، إلا أن ينهضوا لها كنهضة أصحاب الحسين عليه السلام … فكنتم أخوة الحرب ورجالها، تناخيتم لها تناخي العاشقين لحياض المنايا، فأصبحتم ذُل العدو، رُعبُه…هزيمته …وقدره المحتوم…
وطأتم سفنهم وبوارجهم بأخمص أقدامكم…. وأركستم راياتهم بطوفان يمانكم، وذي صواريخكم تنير ليل الكيان الغاصب …
لقد أخللتم بميزان القوة في المنطقة، وقلبتم المعادلات وكل التوقعات، بل لقد أرعبتم الغرب الذي هرع لتشكيل تحالفاً دولياً لمواجهتكم، بعد ان سجّرتم عليهم البحر الاحمر ومنعتم أي سفينة إمداد للكيان…
أبا جبريل … أيها القائد .. لقد طغت أمريكا وربيبتها في الارض ،فنكلوا بعباد الله ذبحاً وقتلاً وتهجيرا، حتى ضجت الارض من إجرامهم وساديتهم،
إلا أن مكر الله كان حاضراً في غزة الصمود وصعدة الإباء …نعم، فأنتم أسود الله الرابضين في أرض سبأ وحميّر وسيفُ بن ذي يزن، حيث البطولة والعزة والغيرة والرفعة والفداء …لقد ظنوا لعنهم الله بأنهم سيسحقون التأريخ ويجعلونه يركع أمام جبروتهم، إلا انهم نسوا أو تناسوا أن شعب اليمن قد فُطِمَ على رائحة البارود، لاينامُ على حيف وضيم، وقد صمم على المواجهة وقبول التحدي بعد أن كفر بكل مفردات الخضوع والخنوع ليكسر قيود الذلة والمهانة في مواجهة الاعداء… فأضرب يا حفيد الهواشم بسم الله والله أكبر كل كفار عنيد، مارق عن الحق آثم رعديد، وألقِ حبلها على غاربها وأسقِ آخرها بكأس أولها، فلعمري ما القوم إلا أشباه رجال، غرهم جمعهم وتحالفهم وأسلحتهم فهم أوهن من بيت العنكبوت، فما كان أو يكون يَمَنك محل نزهة أو مكسر عصا، بل مقبرة مكفهرة مقفهرة تلتهم أعداء الله من الغزاة المعتدين .
وتذكروا… أن لستم وحدكم في الميدان، فورائكم محور أمة لايعرفون الخوف حين الخوف ولا النكوص حين الاقدام والله أكبر…