الاثنين - 24 مارس 2025

زينب

منذ سنة واحدة
الاثنين - 24 مارس 2025

وجيه عباس
في الشام زينبُ والحطيمُ وزمزمُ
وحمامتان، والفُ غارٍ مبهمُ
في الشام قافلةُ السماء وحسبها
إنَّ الإله لخدر زينب مَحرَمُ
في الشام بعضُ دم الحسين مَقاتِلٌ
إذ كلُّ شبرٍ من صداه مُحرَّمُ
لبس السوادَ محمدٌ في مهده
من أجل مأتمه… فكان المأتمُ
***
الليلُ سيدتي صغارٌ نوقُهُ
ولكم بآخره هناك مخيَّمُ
لانهر يجري دونه، ومن الظما
هذا الذي يسقي الترابَ به دمُ
الكون يختصر الجهات، فعالَمٌ
في قِربَةٍ، وعوالمٌ لاتعلمُ
وصدى حداء السبي رجعُ رماحهم
فيما تقول به الرؤوس وتُفهمُ
أرأيتِ مزرعةَ الرؤوسِ تجاوبت
وخطاك فيها نخلتان ومريمُ؟
الآن هزي كربلاءُكِ فيهُمُ
رطبٌ، ونضحُ رقاب أهلك عندمُ
والسعفُ كان عباءةً، لكنما
ظميء الوضوء بها، فكان تيمُّمُ
مادون دمعك كربلاءٌ وحشةٌ
وأمام وجهك غربتان وموسمُ
وعلى يديك قيامةٌ ممدودةٌ
وأذانُها إنَّ الشهادةَ سُلَّمُ
الأرضُ قبضُ أصابعٍ، وترابها
هذا الذي من دون كفك يُطعمُ
وسقايةٌ هذي المدامعُ في الخطى
وعلى جبينك وردتان وبرعمُ
وسواد خطوتك الليالي كلها
وعباءةٌ، ليلٌ هناك وانجمُ
***
يافرعَ دوحة أحمدٍ وعليِّهِ
ولها بفاطمةٍ يدان ومعصمُ
ولها من الحسن الزكي أرومةٌ
ومن الحسين الى حسينك توأمُ
ومن الكساء إلى الخيام مسافةٌ
مابين بادئة هنالك تُختمُ
وطن من العباس ظهرٌ راكعٌ
سجدت خطاك عليه وهو يسلّمُ
يابنت سلطان الزمان بأرضه
والحوض كوثره، وإنَّك أكرمُ
ياأم أخوتها وأمَّ بنيهُمُ
يكفي بأنَّهُمُ لخدرك محزمُ
يالون فاطمةٍ وطعم عليِّها
وروائح الحسنين فيها تُضرمُ
يا أم تلك الماشيات بسبيها
قدرُ السِبا أن تتعبين ويسلموا
وبأنَّ رحلَكِ بالرقاب قيامةٌ
وعلى الرماح محمدٌ يتكلمُ
ياليلك المسبيِّ دون كفيله
وأكفُّهُ بمداد وجدك ترسمُ
ههنا فراتٌ…ثمَّ بعض اصابعٍ
وعيونُ أيتام هناك تألَّموا
***
من لي بصبرٍ مثل صبرك يُكظمُ
ياترجمان الصبر حين يُترجمُ
ولأنتِ كعبةُ طهرِهِ وعفافِهِ
لكن جرحَكِ فيه لايتكلّمُ
وطنٌ ورايتُهُ العباءةُ ناشراً
ويوزّعون دماهُ وهو يلملمُ
أنا إنْ وقفت بباب صبرك باكياً
فلانني دمع ببابك يجثمُ
مازال رحلك سائراً في سعيه
ووراؤه متشابه أو مُحكمُ
وعمائم صبغت دماها، لم تزل
في ناظريك مدى الزمان تُعممُ
ودموع ثلَّةِ أنبياء توارثوا
وكتابها في مقلتيك يُخيمُ
حتى الخرائبُ تستفيق مناحةً
ورؤس قومك بالرماح تُقوّمُ
وكأنما أعليت حائطها الذي
أعمى العيون لأن سترك أعظمُ
***
وابوك كان الماء يسجد دونه
وعلى التراب له حقوق تسلمُ
ولأنت سيدة المياه وإنما
خجلٌ هناك الماء حين يُقدمُ
الماء بعض خطاك سيدتي به
لوجاء خيمتك الفراتُ يُسلِّمُ
مهرٌ لأمِّكِ كلُّ ماءٍ عاطشٍ
وفداك من ظمإ يفيض به الدمُ
الماء دونك جمرةٌ علويةٌ
وغضاضة لوكان مثلك يُحرمُ
***
آهاً لوجدك حين يشرق دمعُهُ
وأمام صوتك كلُّ حرفٍ أبكمُ
أنى سيدرك قائلٌ بمقالهِ
فيما سواك إذا تكلم أعجمُ
وقفٌ ببابك استزيدك دمعةً
وضميرُ دمعي أنَّهُ بك اعلمُ
وأقول يا ابنة فاطمٍ ومحمدٍ
حسبي بأن قلتُ السلام ُ عليكمُ
يااين أهلك ياغريبةَ بابها؟
أهلي بعرصة كربلاء ٍ نُوّمُ
هذي الرؤوس على الرماح تقول لي
سيري ونحن على الرماح نسلّمُ