الجمعة - 17 يناير 2025

وعادت الأرواح مع روح الله..!

منذ 12 شهر
الجمعة - 17 يناير 2025

كوثر العزاوي

ثمة ذكريات لها حق الخلود شاءَ التاريخ أم أبى! ومع فجر الاول من شباط بزغ فجر روح الله ناشرًا شعاعه في أرجاء خراسان، حتى كاد سنا بريقه يذهب بالألباب، كقبسٍ من نور المصطفى”صلى الله عليه وآله” يوم حطّ رحاله في يثرب فأنارت بمقدمه كل بقعة والحناجر تصدح:{طلع البدر علينا من ثنيّات الوداع..} إنه روح الله! أسطورة الزمان وفاتح بوابة التمهيد، ذو البصيرة الثاقبة والأهداف المستقاة من ثورة جدّه الحسين”عليه السلام” وبكلِّ ذلك أقدَمَ متسلّحًا بأدوات الشرف والمروءة، مدجَّجًا بمِدرَعةِ الإخلاص والغيرة والاستقامة، مضطلعًا بمسؤولية أعباء الحكم وماهو بحاكم، بعيدًا عن جاذبات الأرض وزخارف الدنيا! فكُتِب لمشروعِهِ الحضاريّ الإلهيّ الفوز والنجاح بمقوّماتِه ودعائمِه المُسنِدة ظهرها على أسوار قوانين السماء وتعاليم الإسلام وشريعته، حيث استحضاره لأسمى هدفِ وغاية، فكانت ثورته ثورة المستضعفين، عندما أدرك”رضوان الله عليه” العدو وخبَرَ أهداف وغايات قوى الشرّ ونوايا الاستكبار ومخططاتهم الاستعمارية الحاقدة، ووجهتهم الأستكبارية التي أسست لاغتصاب القدس ليجعل العدو الصهيوني منها منطلَقًا لتوسيع رقعة الاحتلال الاسرائيلي الحامي لمصالح الشيطان الأكبر والدول الحليفة له من أعراب المنطقة، فقام بالثورة وجاء الانتصار بمشروعه التحرريّ الرافض للهيمنة والتبعية، ليس في ايران وحسب، انما لتحرير الامة الاسلامية وشعوبها المستضعفة ومقدساتها من الاستسلام والخنوع، ومنذ ذلك اليوم انبعثَ الأمل في النفوس المقهورة، وابتهجت بعودة قوانين السماء وتعاليم نهج آل محمد “عليهم السلام” وكفاءة مشروع ثورته الإنسانية القادرة على تكملة مسيرة الأنبياء والتمهيد لدولة العدل المنتظرة بقيادة الوليّ الأعظم والقائد الأقدس، الأمام المهديّ صاحب العصر والزمان “عجل الله تعالى فرجه” وإلى ذلك اليوم نسأل الله تعالى أن يحرس دولة الحق قائدة التمهيد وقائدها المخلص والخلف المجاهد والسند القويّ لمستضعفي العالم الإمام الخامنئي والذي أثبت هو الآخر جدارته في مواصلة الطريق وشحذ الهمم، حتى أصبحت ايران اليوم بظله دولة عظمى يَحسب لها الاستكبار العالمي والصهيونيّ الف حساب وبكل حذرٍ وترقّب، وهي تشقّ طريقها كقوة تستمد العزم من السماء بقيادة فقيهة مخلصة، وترفعُ راية التمهيد مع قادة المحور في المنطقة، حتى قيام دولة العدل، وماذلك اليوم ببعيد والله وليّ المؤمنين.