على هامش النخب والكفاءات..!
د. قاسم بلشان التميمي ||
ملاحظة: انا لا اقصد جميع الكتل والأحزاب السياسية
اعتادت بعض الشخصيات والكتل والأحزاب السياسية على استقطاب النخب والكفاءات وفي مختلف الاختصاصات؛ من اجل تدعيم ( جبهتها) الداخلية بعقول راقية وكبيرة؛ قادرة على التطوير والابتكار؛والاستقطاب يكون عادة بعدة صور وطرق ؛ فتارة يكون الاستقطاب على شكل استشارة دون انتماء؛ وتارة اخرى يكون استشارة وانتماء؛ او القاء محاضرة في مقر الحزب السياسي وما شابه ذلك؛ وفي كل الحالات يعتبر هكذا توجه من قبل الحزب السياسي توجها جيدا ؛ ولكن الامر غير الجيد هو ( تحجيم) ؛ هذه الكفاءات بشكل مقصود او غير مقصود؛ وفي الحالتين النتيجة واحدة الا وهي عدم الاستفادة من الكفاءات؛ بل تبقى مجرد (كفاءة على ورق) في درج الحزب السياسي؛ وهذا الامر واضح وجلي؛ فكم من كفاءة قد ( قيدت واسرت) ضمن حزب سياسي معين؛ وبقت للاسف الشديد معطلة ومهملة.
اعتقد على الكتل والأحزاب السياسية ان تنتبه جيدا ؛ لما لديها من كفاءات ونخب خصوصا تلك التي تعمل ضمن وزارات ومؤسسات الدولة؛ والتي لها بصمة واضحة في مجال عملها ؛ بحيث اذا تم تكليفها باشغال منصبا قياديا في الوزارة او المؤسسة ؛ تستطيع ان تقوم باداء دورها على اتم وجه؛ ولكن الذي يحدث ان بعض الاحزاب والكتل السياسية رغم وجود هذه الكفاءات لديها؛ فإنها تقوم بتكليف شخصيات من خارج الوزارة او المؤسسة وتعطيهم مراكز ودرجات خاصة؛ وهذا امر له سلبيات كثيرة لعل من اهمها
١- تذمر منتسبي الوزارة او المؤسسة من اي شخصية خارجية ؛وتعتبر هذا الأمر اغتصاب حق ابناء الوزارة او المؤسسة؛ خصوصا اولئك الذين لديهم سنوات خدمة طويلة ومعروفين بتميزهم وابداعهم في الوزارة او المؤسسة التي ينتمون اليها.
٢- من السلبيات ايضا ابتعاد الكفاءات والنخب من هذه الاحزاب السياسيه ؛ وذلك لتولد قناعة لديها بعدم احترام مكانتها العلمية والمعنوية.
٣- خسارة الكتل والأحزاب السياسية لمصداقية خطابها والذي يدعو الى الاستفادة من النخب والكفاءات في بناء البلد.
انا ادعو جميع الكتل والأحزاب السياسية الى عدم التفريط بالنخب والكفاءات؛ وان توليها اهتماما كبيرا ؛ وان تعطيها دورا واسعا خصوصا في مجال مكان عملها الحكومي.