الأحد - 27 ابريل 2025
منذ سنة واحدة
الأحد - 27 ابريل 2025


زيد الحسن ||

يقول محمود درويش: علّقوني على جدائل نخلة واشنقوني ،
فلن أخون النخله!
هذه الأرض لي ،
وكنت قديما أحلب النوق راضيا و موله
وطني ليس حزمة من حكايا ليس ذكرى،
وليس حقل أهلّه ليس ضوءا على سوالف فلّة وطني غضبة الغريب على الحزن
وطفل يريد عيدا و قبلة ورياح ضاقت بحجرة سجن
وعجوز يبكي بنيه.. و حقله هذه الأرض جلد عظمي وقلبي .

تعاني العملية السياسية منذ نشأتها الى يومنا هذا من شيء اطلق عليه الساسة اسم ( الانسداد السياسي ) ، وهذا الانسداد اللعين لطالما ترك خلفه دماء ودمار ، وبعد ان ينهي السادة اصحاب الانسداد تفاهماتهم يطلقون على ضحايا هذا الانسداد لقب ( الشهداء ) حتى ضجت السماء بعدد شهداء العراق ، واصبحت اسباب الشهادة تطلق على جميع الاموات ، والله العالم من هو الشهيد الحقيقي ، ولا نشك ان اسباب هذه الانسدادات ( الحب ) العميق للوطن ( ولخدمة ) الوطن ، فالطبقة السياسية في العراق من ( نبلاء ) القوم وعليته .
على رفوف المحكمة الاتحادية العليا كم هائل من قضايا الانسداد السياسي ، وهذه القضايا اصحابها يطعنون بقرارات و ببنود دستورية ، حتى ان الامر وصل الى تضاد في قرارات الرئاسات العليا الثلاث في البلد ، مما يجعلنا نتساءل ؟ هل ان اصحاب هذه القضايا لاخبرة لديهم في القوانين الدستورية ؟ ام انهم يخرقون الدستور ؟ وفي كلا الحالتين نعود ونسأل هل سيتم محاسبة من يخرق الدستور ؟ وهل يتم ابعاد من يجهل بنود هذا الدستور ؟، فليس من المنطقي جلوس الجهلاء في المواقع الحساسة ، والدليل على صحة قولي الخبر الرسمي الذي يقول ؛ السيد رئيس الجمهورية يرفض اصدار مرسوم تعيين ( ابو مازن ) محافظا لصلاح الدين .
محافظة ديالى تغلي الان وتضاهرات وقطع للطرق واحداث شغب ، وكتابنا وكتابكم ، ومرشح تسوية ، وتنازل وتجاذب وتصريحات نارية ، كل هذا يجزي من اجل تسمية محافظا جديد ، ترى ما السبب ؟، وهل كانت الانتخابات فاشلة لدرجة ان يتم تغافل نتائجها ؟ الم يفز بتلك الانتخابات شخص يكون من حقه تسلم هذا المنصب ؟، ام ان دافع ( حب الوطن ) اصبح ينهي كل الشرائع السياسية ؟، كم نحن في نعمة كبيرة اذ كان لدينا هذا الكم الهائل من ( عشاق ) الوطن وزهاد المال ، وبالطبع هذا العشق ينبع من قصائد الشعراء وبالاخص منك انت يادرويش .
سمعت ان بعثة الامم المتحدة متهمة بفساد كبير في العراق ، هل اصبحنا نصدر ونعلم الناس على طرق الفساد ، اوليس نحن من نتقاتل من اجل خدمة الوطن ؟، الوطن الذي مزقناه ارباً وبكل وحشية بدعوى ( الحب والهيام ) ، ولن نسمح باي تدرج وضيفي او فوز انتخابي ، بل سيكون معيارنا حجم ( حبك ) للوطن .