واخيرا ياهرتسوغ؛ أعترفت ان طوفان الاقصى افشلت التطبيع بين اسرائيل والسعودية..!
أ.د.جاسم يونس الحريري ||
بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
للاتصال بالكاتب:- [email protected]
دعا رئيس الكيان الإسرائيلي المحتل((إسحق هرتسوغ)) يوم السبت الموافق 17/2/2024 السعودية إلى تطبيع العلاقات مع كيانه المسخ، قائلا إن ذلك سيمثل “انتصارا على حماس”!!!.وقال هرتسوغ خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن: “إن من بين أهداف هجوم حماس على إسرائيل هو تعطيل المحادثات لإرساء العلاقات الإسرائيلية مع الرياض”.وأضاف أنه لهذا السبب تحديدا فإن المضي قدما مع السعودية سيكون انتصارا على ما فعلته حماس، قائلا، “لهذا السبب أعتقد أن المضي قدما نحو التطبيع وبذل كل الجهود التي يمكن بذلها يمثل فرصة تاريخية مهمة للغاية”.وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا فيما يتعلق بالمناقشات الجارية بين المملكة والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي – الإسرائيلي.وأضاف البيان: “كما أن المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأمريكية أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة”.وقال وزير الخارجية الأمريكي ((أنتوني بلينكن)) في وقت سابق إن السعودية لا يزال لديها “اهتمام قوي” في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أوضح أن الحرب في غزة يجب أن تنتهي ويجب أن يكون هناك “طريق واضح وذو مصداقية ومحدد زمنيا لإقامة دولة فلسطينية”.وبعد أشهر من الجهود الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة لحمل السعودية على تطبيع العلاقات مع ((إسرائيل))والاعتراف بها للمرة الأولى،أوقفتها الرياض في أكتوبر 2023 في مواجهة الغضب العربي المتزايد بشأن الحرب التي أثارتها معركة طوفان الاقصى البطولية في7 أكتوبر 2023 الذي شنتها حركة “حماس” على الكيان الاسرائيلي المحتل.
تحليل وأستنتاج:-
—————–
1.يبدو أن هناك مخطط طبخ وأعد له بعناية في مؤتمر ميونخ للامن مؤخرا تقوده واشنطن وبمعاونة دول غربية وعربية وحضور سعودي رسمي للانتقال الى الخطوة القادمة للتطبيع بين ((اسرائيل))والسعودية بعد أيقاف القتال في غزة بعد ترتيب الوضع هناك وقد ترشحت عدة معلومات من مسؤولون ودبلوماسيون خلاصتها إن مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة الامريكية ودول عربية وأوروبية اجتمعوا في ميونيخ، الجمعة الموافق 16/2/2024، لبحث التقدم بشأن صياغة خطة لغزة بعد الحرب وربط ذلك بجهود تطبيع العلاقات بين ((إسرائيل)) والسعودية.وكان وزير الخارجية الأميركي، ((أنتوني بلينكن))، ونظيره السعودي((فيصل بن فرحان))، ووزراء خارجية الأردن ،وقطر ،وألمانيا ،وبريطانيا ،وفرنسا ،وإيطاليا من بين الذين اجتمعوا على هامش مؤتمر ميونخ السنوي للأمن.وذكر مسؤولون أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ أن شنت حركة “حماس” هجوما على ((إسرائيل)) في السابع من أكتوبر2023.وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن الاجتماع هدف إلى مشاركة نتائج المناقشات التي أجرتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية بخصوص غزة بعد الحرب، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين ((إسرائيل)) والسعودية وزيادة اندماج ((إسرائيل)) في المنطقة والضمانات الأمنية والطريق نحو إقامة دولة فلسطينية وسبل إصلاح السلطة الفلسطينية.
2.يوجد هناك تحت السطح غليان شعبي سعودي قل نظيره تجاه خطوات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للتطبيع مع ((اسرائيل))التي تقتل يوميا مئات الفلسطينيين في حرب أبادة جماعية لم يشهد لها تأريخ الصراع العربي الاسرائيلي منذ75 عاما ولحد الان وقد عبر عنه أحد الباحثين السعوديين من طلاب الدراسات العليا بعد الدكتوراة الذي يدرس خارج المملكة حيث قال السعودي ((سلطان العامر))،زميل ما بعد الدكتوراه في((مركز دراسات الشرق الأوسط))بجامعة((هارفارد)):”تشكل حرب غزة الحالية تحديا حقيقيا لسياسة السعودية أولا”.وأضاف”لقد ظهر أن جميع المحاولات السابقة من قبل المؤثرين ووسائل الإعلام السعوديين، ذات الطابع القومي بشكل كبير، لشيطنة الفلسطينيين لا يمكن أن تقلل من الشعور القوي بالتضامن والدعم بين السعوديين لما يحدث هناك”.وخلال الأشهر التي سبقت الحرب، كان الأمير السعودي ومستشاره يعقدون مفاوضات مع إدارة بايدن بشأن اتفاق معقد لتطبيع العلاقات مع((إسرائيل))مقابل عدة قضايا من بينها اتفاقية دفاعية أميركية ،وتنازلات من الإسرائيليين للفلسطينيين.
- خرج في الدول المجاورة للمملكة الالاف المتظاهرون إلى الشوارع لمعارضة الحصار الإسرائيلي على غزة، وألغت الحكومات والشركات الحفلات الموسيقية وغيرها من الفعاليات تضامنا مع الفلسطينيين، لكن ذلك مغبب في السعودية بضغط حكومي عالي المستوى حتى وأن الحزن والخوف والغضب يغلي تحت السطح، كما قال السعوديون في مقابلات.وفي العلن، ندد المسؤولون السعوديون بآلاف الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، ودعوا إلى وقف الحصار وحثوا على وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين.لكن بعض السعوديين يقولون إنهم التقطوا إشارات بأن إظهار المشاعر المؤيدة للفلسطينيين ليس موضع ترحيب كامل من حكومتهم،وفق ما نقلته “نيويورك تايمز”.ودفع عدم اليقين بشأن الخطوط الحمراء المتغيرة للدولة بعض السعوديين إلى نقل التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين إلى المجال الخاص بما في ذلك على حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي المغلقة أمام الجميع، باستثناء الأصدقاء الموثوق بهم. وعندما يتجمع السعوديون في منازلهم، فإن غزة هي موضوع الساعة لهم لكن لايستطيعون البوح بذلك خوفا من قمع السلطات السعودية.