هل الفن العربي سلطوي الانتاج .. !!
حسين الذكر ||
يعيش الفن بكافة الوانه تقريبا ازمة في الواقع العربي .. سيما بعد الغزو الانترنيتي الكومبيوتري وانتشار الشبكات التواصلية … حتى بلغ التقهقهر حدا تكون فيه المقارنة مخجلة مع ما كانت عليه السينما والمسرح والدراما فضلا عن الموسيقى والغناء خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم .. علما ان التبعات التقنية ليس لها هذا التاثير السلبي في اغلب الدول العالمية التي تكيف بيئتها الفنية بشكل ينسجم مع تطورات الحضارة وبما يستوعب الاختراع وبما يتماشى مع الذائقة الانسانية ويعبر عن ضمير المجتمع ويحاكي الواقع .. بمعنى ان الواقع الفني في البلدان المتحضرة ما زال مخاضه ذاتيا ابداعيا متحررا من ربقة التوظيف غير الفني والشراء الذممي – ان جازت التسمية – على العكس تماما من سبات وربما قبر الفن في اغلب البلدان العربية التي اثبتت الايام والاحداث المرتبطة بالسياسة .. ان المشهد يتناغم مع
دعم الحكومات بصورة مباشرة او غير مباشرة بشكل جلي او مستتر .. فكلما دعمت الحكومات الفن ووظفته لمصالحها وان كان بعيد عن الفن واقرب منه الى سوق نخاسة الحروب والتنافس الظلامي ..تظهر على الساحة وجوه ليست فنية ولا ابداعية مهما ( تقرقزة ) فتصبح على حين غرة وخارج نص المعقول الوراثي للرحم الفني سيدة للاجناس الفنية وعلى جميع قممها ومنتدياتها مع ضحالة فكر ها وضيق ثقافتها .. بعد الاستحواذ على جميع المناصب .. ليتحولوا الى حراس وعيون للطغاة ومصالحهم وابواق لسياساتهم .. فتتحول القاعات الكبرى المسيسة والمهرجانات المؤجندة لخدمة الانظمة وما يطلب ويفرض على الراي العام بمسميات جديدة … لا تملك من رصيد الفن سوى ( فرمان الوالي ) .. فيكون الراصد والمعروض وما وراء الاكمة.. غزير الانتاج المؤثر كالسينما والمسرح والدراما والغناء …. الغريب واهم دليل ما يمكن ان يستنبط من رحمه هو ذلك التوقف حد الموت والخواء … بمجرد انتهاء الدعم او بالاحرى التوظيف اللافني الذي يكشف زيف رسالة النفاق ووجوه المتزلفين .. هنا قد يطرح سؤال فيما يتعلق بوسط ومجال وملف الابداع الفني والادبي العربي … يدور حول الشك في قدرة ما يسمى بالابداع العربي على النطق والنتاج خارج سطوة السلطة ومتطلباتها … وتصبح مخرجات الفن عقيمة جدا الا من خلال بوق السلطات ..!!