الأربعاء - 12 فيراير 2025
منذ 12 شهر
الأربعاء - 12 فيراير 2025

مازن الولائي ||

٧ شعبان ١٤٤٥هجري
٢٩ بهمن ١٤٠٢
٢٠٢٤/٢/١٨م

الموت ذلك الشيء المرعب! والهادم للذات كما ورد بالحديث، حتى عُدّ ذكره في اليوم الواحد عشرون مرة من الضروريات. ولكن هذا في الوجه المادي وفي مرحلة قد يغيب فيها عن الإنسان فهم ذات مرحلة الموت! حتى تطور فقه آل محمد عليهم السلام ومدرسة العشق التي انطلقت من غرام من يريدون الرحيل بأرواحهم والاجساد، وهم يرددون “وقتلا في سبيل فوفق لنا” لما لذلك القتل من لذة عند العاشقين، فأخذهم ذلك العشق إلى حيث مسرح تقطيع الاوصال في شهادة وفاء وعرفان وشكر على منحنا لسان معنوي يتذوق جمال تناثر الاشلاء في سبيل الله جل جلاله..

موت لم يعد الموحش ولا المخيف! بل كل الخوف والوحشة من تأخره! حتى أرتقت بنا فلسفة العشق والهيام إلى نوع آخر من الوفاء، وهو غير حلم الاشلاء وتطاير الأعضاء، بل أصل الخروج بالجسد من الدنيا هو الآخر مذموم عند أهل المعنى العملي، يقول شهيدنا اللبناني محمد باقر الخُميني لا أريد معلما، ولا اثرا، ولا قبرا ولا غيره فكيف يوضع لي قبر وشاخص ومولاتي الزهراء لا قبر لها! حتى صار حلم مجاهدينا الرحيل بلا جسد لترحل أرواحهم مفتخرة هناك عند العرض ويوم القيامة لتقول أتيت وتركت جسدا مقطع كالحسين ومحترق كالخيام ولا قبر له كالزهراء عليها السلام..

إلا ترون كيف أصبحت مدرسة الشهادة يوم وقف خلف صفوفها مثل الخُميني العزيز والخامنائي المفدى؟! اللهم بلا جسد اخرجنا وأشلاء على وجه التراب وزعنا، شهادة وطريق رحيل اختره لنا..

“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..

قناة التكرام..
https://t.me/mazinalwlaay