الخميس - 12 ديسمبر 2024

انسحاب أمريكا من العراق مختلف عن أفغانستان

منذ 10 أشهر
الخميس - 12 ديسمبر 2024

نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

أمريكا احتلت أفغانستان والعراق لنشر الديمقراطية، حسب بيانات الإدارة الأمريكية في حكومة جورج بوش، التي نفذت عملية غزو أفغانستان والعراق، انسحبت أمريكا من أفغانستان دون توقيع اتفاقيات عسكرية واقتصادية، وعادت منظمة طالبان الإرهابية والتي تورطت في تنفيذ عملية الحادي عشر من سبتمبر في ٢٠٠١ والتي استهدفت الشعب الأمريكي وضربت برجي التجارة العالمي، وخلفت آلاف الضحايا من أبناء الشعب الأمريكي.
في العراق الوضع مختلف، أمريكا أسقطت نظام صدام جرذ العوجة القمعي، وتشكلت حكومات عراقية، وتم إقرار دستور، ووضع العراق يوجد إقليم كوردي شبه مستقل، ويوجد مكون شيعي ومكون سني، واول حكومة عراقية منتخبة، وقعت اتفاقية الإطار مابين الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة العراقية، انهت وجود القوات المحتلة الأمريكية للعراق.
مشكلة الإدارات الأمريكية جعلوا العراق ساحة للمعارك الانتخابية بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، أيضا الإدارات الأمريكية تسمع اللوبيات البدوية الخليجية الوهابية الذين تورطت، بمشاركة  إرهابيين من بلدانهم بتنفيذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تصوروا من بين ١٩ إرهابي شاركوا في جريمة الحادي عشر من سبتمبر منهم ١٧ إرهابي سعودي، مضاف للمنفذ الزعيم الرئيسي الشيخ السعودي التكفيري أسامة بن لادن، حتى  نتنياهو، دس أنفه بالساحة العراقية، وحاول الضغط على الإدارة الأمريكية لمعادات الشيعة حتى دول الخليج الوهابية تطبع بشكل مجاني وعلني مع اسرائيل، نفسه نتنياهو قال حول موسم زيارة اربعينية الإمام الحسين ع يجب أن نتصدى لذلك بمغازلة واضحة لحكام دول الخليج الذين يبغضون الشيعة وأئمة ال البيت ع.
للاسف أمريكا جعلت العراق ساحة لصراعاتها مع دول الاقليم، ترامب نفسه لم يَقل وجودنا بالعراق مستشارين وإنما قال وجودنا العسكري بالعراق لمحاربة إيران والشيعة.
مسرحية مؤامرة داعش كانت موجهة لضرب النظام السياسي بالعراق، والسيدة هيلاري كلينتون صادقة وكلامها صادق واشرف مليون مرة من أكاذيب الفيالق الإعلامية العربية الوهابية والبعثية، هيلاري كلينتون قالت داعش تشكلت في تمويل وفتاوى دول الخليج لضرب النظام السوري والنظام السياسي بالعراق، كلام هيلاري كلينتون واضح وضوح الشمس بنهار صيفي خالي من الغيوم والغبار بمنتصف نهار في دولة شرق أوسطية.
أحداث داعش في سوريا والعراق انتجت تشكيل قوات شعبية ساعدت القوات الأمنية العراقية بهزيمة داعش.
أوضاع غزة واستمرار القتل لفترات طويلة جعل مايحدث في غزة ينتقل إلى لبنان والعراق واليمن، حال إيقاف حرب غزة تنتهي كل أمور التصعيد بالعراق والمنطقة.
الحكومة العراقية تتفاوض الان مع حلف الناتو ومع الأمريكان لإنهاء وجود ملف المستشارين، وعددهم لايتجاوز الثلاثة آلاف مستشار، الحكومة العراقية أعلنت مرارا وتكرارا انها ترغب في استبدال الوجود العسكري الأمريكي وفي أي شكل سواء كان وجود قوات احتلال أو مستشارين، واستبدال الوجود الأمريكي ووجود حلف الناتو في إيجاد مجالس تعاون اقتصادي مابين العراق وامريكا، رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني شكل مجلس أعلى للتعاون الاقتصادي مع اسبانيا وهولندا وألمانيا، هذه المجالس يمكن أن تطبق مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد والدنمارك والصين وروسيا، العراق يحتاج تعاون اقتصادي مع أمريكا ودول الناتو والصين وروسيا.
في إدارة ترامب منع حكومة السيد عادل عبدالمهدي من توقيع اتفاقية مع شركة سيمنز الألمانية لإنهاء ملف أزمة الكهرباء، وتسبب ترامب في حرمان الشعب العراقي من الكهرباء.
أما قضية استيراد الغاز الإيراني يوميا التدخلات الأمريكية بالتهديد والوعيد بمنع استيراد الغاز الإيراني، وفي كل صيف يتم حرمان العراقيين من الكهرباء،  ويضغطون على الحكومة العراقية في استيراد الكهرباء من الاردن، ولماذا أمريكا لا تسمح للعراقيين في التعاقد مع سيمنز لاقامة محطات توليد كهرباء بالعراق، والعراق يملك البترول والغاز ويملك وضع اقتصادي افضل من الاردن في مليون مرة، أمريكا تريد تساعد الأردن اقتصاديا فلتدفع لهم مباشرة بدون الضغط على العراقيين لشراء الكهرباء من الاردن.
هذه الأساليب باتت مكشوفة أمام الشعب العراقي، هناك من الفيالق الإعلامية التابعة لدول البداوة يستكثر على شعب العراق في انسحاب القوات الأمريكية المحتلة، أمريكا انسحبت من فيتنام وبالامس القريب من أفغانستان بدون توقيع اتفاقيات، اقلها بالعراق الوضع مختلف، الحكومة العراقية وساسة المكونات العراقية الثلاثة مع توقيع اتفاقيات اقتصادية كبيرة مع أمريكا ودول الناتو، ومع توقيع اتفاقيات تعاون عسكري ثنائية مع دول الناتو أسوة بعلاقات دول الشرق الاوسط مع أمريكا ودول الناتو.
الانسحاب الأمريكي من العراق يتم من خلال توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي كبيرة وتوقيع اتفاقيات تعاون عسكري، لذلك الانسحاب الأمريكي من العراق ليس هزيمة بل انسحاب يؤدي إلى زيادة التعاون مابين العراق وامريكا ودول الناتو، خلال العشرين سنة الماضية العراق بات يحكم من قبل حكومات تمثل الشيعة والسنة والاكراد، ولم يتم إقصاء اي طرف، وهناك حقيقة حتى لو أمريكا خرجت من العراق، الشيعة لايوجد لدى مرجعياتهم الدينية أي فكرة في إقامة حكم شيعي بالعراق، مرجعيات الشيعة لاترغب في إقامة حكم شيعي قبل دولة الإمام المهدي، هذه الحقيقة يجب أن تعرفها أمريكا والغرب وحتى أنظمة الخليج القمعية، علينا نعلن ذلك، ولاداعي للخجل والمستحى، هذه عقيدة يعتقد بها غالبية مرجعيات الشيعة، لذلك المرجعية الشيعية العليا بالنجف مع إقامة دولة مدنية تشارك كل مكونات الشعب العراقي بها.
طرحت رأي قبل إسقاط نظام صدام جرذ العوجة بثلاثة اشهر بندوة للأخوة بحزب الدعوة عقدت في كوبنهاكن الدنمارك، كان رئيي تطبيق نموذج حكم ملكي دستوري بالعراق ينهي الصراعات القومية والمذهبية، نستطيع تولية ملك نصفه سني ونصفه شيعي لتولي عرش العراق ويكون واجبه تشريفي لا اكثر، والشعب ينتخب رئيس وزراء وبرلمان وننهي كل هذه المشاكل الغير مبررة.
في الختام على الإدارة الأمريكية تقدير خصوصية الشعب العراقي واستبدال الوجود العسكري إلى تعاون اقتصادي بكل المجالات وتوقيع اتفاقيات تعاون وصداقة ، وتوقيع اتفاقية تعاون عسكري والكف عن التدخل بالشؤون العراقية، العراقيين عبر تاريخهم ضد أي شيء اسمه احتلال، وشعب العراق مع التعاون والصداقة، انسحاب أمريكا من الشرق السوري وإعادة سلطة الدولة السورية لإعادة الأمن لكافة الأرض السورية ينهي حالات وجود مقاومة، إيقاف النار بغزة يكون له أثر إيجابي لإنهاء التوترات بالعراق وسوريا ولبنان واليمن،  لولا مؤامرة داعش لما تشكلت قوات رديفة ولا حشد ولا فصائل، من يتحمل مسؤولية تشكيل الفصائل هم فلول البعث وهابي، الذين جاءوا بكل حثالات الإرهاب من القاعدة وداعش إلى العراق.
أخوكم
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
18/2/2024