ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة البقاء فمن يريد البقاء فاليكن حسينيا
هشام عبد القادر ||
الإمام الحسين عليه السلام قبلة الأحرار والحرية… الإمام الحسين عليه السلام سفينة النجاة وملهم السالكين نحو الغاية ….بناء حكومة إسلامية عالمية بعالمية الإمام الحسين عليه السلام وبعالمية القرءان الكريم..
لقد استهدف موسى عليه السلام فرعون ..الحاكمية ..وكذالك استهدف سيدنا إبراهيم عليه السلام النمرود الحاكمية الطاغية…
وكل نبي في كل عصر استهدفوا الحاكمية الطاغية وخرجوا ضد طغاة العصر ولاقوا أثر ذالك الشهادة ….والشهادة هي الحياة والخلود والبقاء…وتسلسل المشروع أي مشروع الحياةو البقاء والخلود الذي هو من أثر الشهادة والتضحية إلى إن وصلت إلى سيدنا الإمام الحسين عليه السلام …أعظم تضحية واعظم ملحمة بالتاريخ …فحصل على لقب الذبح العظيم….فكان المشروع واضح لكل العالم إن الصراع بين دولة الحق وبين دولة الشر لإن المشروع الأول تم تأسيسه من الله إني جاعل في الأرض خليفة… فنجد إن الصراع حول خلافة الأرض مستمرة منذ الأزل ..صراع بين الخير وبين الشر بين الحق وبين الباطل.
لذالك أعظم تضحية لتبين هذا المشروع والمنهج هي ثورة الإمام الحسين عليه السلام بينت إن الدعي إبن الدعي يزيد بن معاوية ليس له الحق في الخلافة وليس هدف الثورة فقط ضد حاكم مدعي بل الثورة عالمية ازلية ثورة خلود وحياة وبقاء تبين المشروع الأول والاخير هي دولة الإنسان الذي اختاره الله الاسماء التي بينها الله لسيدنا آدم عليه السلام فالذي يريد يهتدي للحقيقة وللأسماء التي تعلمها سيدنا آدم عليه السلام علم من الله ولم تعلم حقيقتها الملائكة فهذه الاسماء نهتدي إليها من وحي عاشوراء من ساحة كربلاء المقدسة لإنها ثورة عالمية بينت الأهداف العالمية لكل الإنسانية سفينة النجاه الأسرع للهداية واستحق الإمام الحسين عليه السلام حديث رسول الله حسين مني وانا من حسين أحب الله من أحب حسينا. فتفسيره حسين مني اي تعلم من رسول الله ومن تربيته ومن بضعته ولكن انا من حسين التضحية والذبح العظيم الذي فداء جده سيدنا إسماعيل عليه السلام الذبح العظيم.. كذالك حديث علي مني وانا من علي علي مني اي من تربيته وتعليمه ولكن انا من علي الفداء العظيم والتضحية العظيمة حين بات بفراش رسول الله يفديه بنفسه يوم اجتمعت الاحزاب لقتل رسول الله.. ……وكذالك كل الأنبياء عليهم السلام خرجوا ضد الحاكمية التي تدعي الخلافة….
وللعلم ماذا تعني الخلافة هي تجسيد العدل …ولن يجسد العدل إلا الحاكم الذي تتجسد به كمال الاسماء والصفات ..ونجد العدو الاول للكمال هو إبليس وجنوده منذ الأزل….
ولقد بينت سورة البقرة وعدة سور الخلاف الاول عن الحاكمية والخلافة ولقد تمنت الملائكة أن تكون لها الخلافة في الأرض لعلمها إنها لا تفسد ولا تسفك الدماء ولكنها لا تعلم إلا ما علمها الله عن حقيقة الاسماء التي في عقل وقلب سيدنا آدم عليه السلام فالخلافة في صلب سيدنا آدم عليه السلام والوعد إني أعلم ما لا تعلمون أي سيأتي وتأتي الدولة الموعودة ويسقط إبليس وجنوده في يوم معلوم وتسقط دولة النفس الأمارة بالسوء وتقوم دولة النفس المطمئنة ذالك يوم الفتح يوم لا ينفع كل نفس إيمانها لم تكن أمنت من قبل.. لإن النفس الأمارة بالسوء افل دورها لا يكون لها وجود فلا يكون هناك جهاد في ساحة النفس فلا يكون هناك حسنة بعد يوم الفتح وإنما الحسنات هو الجهاد قبل يوم الفتح …
لإن اشد الصراع هو في ساحة النفس وفي ساحة الوجود. .. فالداخل يعبر عن الخارج ….فنجد الأنبياء والاولياء عليهم السلام يعبر عنهم بالصالحين ودعوا بإن يلحقهم الله بالصالحين أي الذين سيرثوا الأرض …ونجد الإمام الحسين عليه السلام خرج للإصلاح في أمة جده…
هو اعظم ممهد لدولة الصالحين الذين سيرثون الأرض دولة البقاء والحياة والخلود….
فكان الإسلام محمدي الوجود حتى الإنسان نفسه على هيئة اسم محمد فهو دولة بذاته …وحسيني البقاء لإن ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة روح وعقل وقلب وجسد عاشت دولته خالده… وهي دولة الروح…التي تبعث الحياة في نفوس الثائرين أي ثائرين في ساحة وجودهم وساحة النفس اي بالظاهر وبالباطن…لتمهد لدولة مهدوية عالمية ….تشمل الوجود…
فالإنسان بذاته دولة كاملة ولكن لم تصل لكمال الاسماء والصفات ولم تصل للوعد الإلهي بيوم معلوم ..تقوم دولة النفس المطمئنة في كل وجود الإنسان وفي كل الوجود في الساحة الوجودية التكوينية في السموات والأرض…أي تسخر السموات والأرض للإنسان وتشهد السموات والأرض حركة التغيير العالمي…بإن يكون الحاكم في الوجود هو الإنسان حينها تقول الملائكة الحمد لله رب العالمين ..وتحقق وعد الله…
لذالك نجد في عصرنا الحاضر قيادم دول إسلامية لكن لا تنجح إلا بالتمسك بالإمام الحسين عليه السلام لإنه دليل البقاء ولن تنجح أي دولة إلا بالتمسك بسيدنا محمد لإنها دولة الوجود رحمة للعالمين ولن تنجح اي دولة إلا بالتمهيد مهدوية لتحقيق العدل في العالمين….ولن يتحقق العدل إلا بيوم معلوم الوعد ليس مكذوب يوم الفتح الذي قطعه الله وهذا الوعد في سورة السجدة آخر سورة السجدة …
فكان السجود الاول هو لسيدنا آدم عليه السلام فهو إنسان قبلة السجود.
وكذالك كان السجود لسيدنا يوسف عليه السلام وكان السجود في العالم الاوسط اي وسط الزمان …سجدت له الشمس والقمر وإحدى عشر كوكبا إشارة لوالده واخوته وزوجة سيدنا يعقوب عليه السلام …وهناك السجود في أخر الزمان لدولة النفس الكاملة.
إذا السجود وقبلة السجود هو للإنسان الذي اختاره الله يكون خليفة….
وسبحان الله المولود بجوف الكعبة إنسان وايضا الفطرة الإنسانية مولودة في قلب الإنسان…وثورة الروح والعقل والجسد والقلب تهدي الإنسان للمبادئ الثلاثة محمدية الوجود حسينية البقاء مهدوية الوعد….
فالواجب على الإنسان المحافظة على المبادئ الثلاثة اسس الدولة الإسلامية ..
ويكون الخط حسيني مشروع التضحية للحفاظ على دولة الحق والعدل. ..تمهيد لتشرق الأرض بنور ربها …لظهور الدولة الكاملة التي يحضر فيها كل الصالحين منذ الأزل ..وفي حينها نرى إن الخلافة كانت المشروع الاول وأثر الخلاف بين الصالحين والظالمين…
فلا ينخدع الإنسان بالحكومات الظالمة لإن المنهج والمشروع خط الانبياء والمرسلين والاولياء الصالحين..
يرونه بعيدا ونراه قريبا
والحمد لله رب العالمين