الأحد - 16 فيراير 2025

  مع جِيْلُ القُرآن نورٌ وإيمان..

منذ 12 شهر
الأحد - 16 فيراير 2025

منتصر الجلي ||

21نوفمبر2024م.

لطالما وقفت الأمة على مصارع الهلاك، لو لا رحمة الله عزوجل، على مدى التاريخ الإسلامي، كانت الأمة في مَدٍّ وجَزرٍ في علاقتها بهدى الله، ارتباطا وتمسكاً وتطبيقا، عصور من الزمن المتتالية والأمة الإسلامية تخوض معركة الأفكار وتغصُّ في بحر من متاهات التشتت الفكري والتنظير الإيديلوجي المفرغ من أهداف الحقيقة والنور الإلهي إلا في النادر.

تكونت عن تلك الذرائع الدينية المُختلفة جماعات ومذاهب و أقوام كانت تؤسس على أفكار قاصرة أو مفاهيم مؤاطرة، ومنها ما خرج عن الجميع في وضع منهجية خارج الأسس الإسلامية متأثرة بذلك بأنماط غريبة، إما هندية أو يونانية، أو يهودية أو كنائسية، أمام هذا المعترك الفكري، نشأ في زمن اليوم واقع غاير كل ذلك وولد أفكارا شيوعية ورأس مالية وعلمانية، نظرية غربية في مجملها، تأثر بها الإنسان المسلم، في العالم الإسلامي، على مستويين، مجتمع وحكومات، فظهر ذلك التأثر في أنظمة الحكم وسياسات الإدارة، في جانب التأثر المجتمعي تجرد الفرد المسلم من أعراف ومبادئ ومفاهيم كانت تمثل لديه قيمة معيارية، بجانب التعاليم الدينية.

بالحديث على بلدنا اليمن وفي سنوات الربع الأول من هذا العقد استطاعت المتغيرات الشاهدة على جماليات القرآن الكريم وتأثيره المبارك على مسنوى الشعب والدولة أن تترسخ ثقافة الاتباع والاهتداء، ومعيارية الاقتداء وتقديم الصورة الإسلامية في شكلها الذي كانت عليه في عهدها الأول مع الأخذ باعتبارات العصر وتطوراته المختلفة التي استطاعت المسيرة القرآنية زمن خلال مؤسسها الشهيد القائد- رضوان الله تعالى عليه- على استيعاب مجمل واقع الأمة وطرح قضاياها على طبق المناقشة والتقييم القرآني فكانت الحلول مذهلة، نتج عنها المشروع القرآني الذي هو اليوم حجرة أساس في مواجهة استكبار العالم ومجرموا الإنسانية، أمريكا وإسرائبل، أبناء الشيطان وأحباؤه،.

ما يميز المشروع القرآني عنوانه الأول، القرآن الكريم والذي انطلقت منه حركة شعبنا في مواجهة التحديات المحدقة به، بدءً بالعدوان السعودي الأمريكي الذي شُن على بلدنا منذ 215م إلى اليوم، والعدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي القائم، جميعها أعمل عدائية كشفت انزعاج الغرب وأبناء الشيطان من الحركة القرآنية وترجمة تلك الآيات كواقع عملي ومنهج قيادي ودستور إنساني، تتربى من خلاله أجيال تلوا أخرى، غير متأثرة بالمنهجية الغربية وتأثيرات وسائلها المشؤومة عبر التكنولوجيا الواسعة وما تتخبط به من شتات فرق الإنسانية ودمر مؤهلات وكرامات الإنسان الفطرية.

كنموذج للحركة القرآنية في مسيرة الأجيال، هي الحفاظ على الأداء المتميز والرؤية القرآنية بجانب الحفظ والإتقان والتطبيق العملي، أجيال تنشأ في أحضان الآيات وأنوار الهدى، جيل القرآن والذي كان لمحافظة حجة قبس من نور هذا الجيل وبذرة من بذور المستقبل الموعود، تربع اليوم على كراسي التكريم نحو 577 طالبا ما بين متقن وحافظ ومتفوق، من جميع أنحاء المحافظة، في منظر جللته القلوب وعرف منزلته العارفون، عظيم هو القرآن وعظيم من تمسك وشرع وسار على نهجه، وعظيم هم أولئك الذين عاينوا أبوابه ومسالكه حفظوا وطبقوا، علموا وجاهدوا به جهاد الأنبياء والشهداء.

هذه الأجيال القرآنية نموذج قرآني قادم يكون سدا منيعا أمام التشوهات المعرفية الفكرية التي تستجد مع كل زمان ومكان ونراها مسافرة في كل حقبة وعصر.

هؤلاء الأجيال هم رحمة الله في أرضه لعباده ونور الهداية والقلوب التي ستعمل على أن لا ترى ظالما أو مظلوما إلا وكان لها الموقف المناسب والحاسم، دون اعتبارات، لأن القرآن لم يقف ضمن إطار وسياق معين في توجيهاته وخطابه للمؤمنين.