محنة الكفاءات والنخب في ظل السلاح والفساد المنفلت..!
حسام الحاج حسين ||
بدا واضحا بعد اكثر من عقدين على سقوط النظام القومي وما زالت محنة العراق تتراوح في مكانها البلد الذي كان مهيأ لمشروع مارشال فنقلوه الي التخلف والفوضى هذا التراوح له جذور لم تحل مبتدأ فتراكمت الاخطاء ذلك اننا دخلنا الي مرحلة التغيير بغير مشروع وطني لبناء الشخصية وتمكين الكفاءات والنخب تحت الضلال الأحزاب والحركات المددجة بالسلاح .
أن بنية وتركيبة المجتمع العراقي تقوم علي القبلية وتعدد المكونات والطوائف مركب تركيب هلامي كلعبة اطفال قابله للتفكيك في اي لحظه ..!! وهذا ما يبدو واضحا الان من طول الازمة وتطاولها وقد كان الاحتلال ابعد منا نظرا في تحديه لهذه التركيبة السكانية والجغرافية فكان تخطيطه اوفق في تغذية التفرقة والأنقسام السياسي والمجتمعي .
في ظل هذا الأجواء ظهرت محنة ( الكفاءات والنخب ) الحقيقيين وليس المتحزبين والمنخرطين تحت راية السلاح المنفلت والميليشيات المتخلفه . ولم تجد النخب الحريصة على الوطن مشروعا وطنيا يوحده ويصهره لتوحيد الامال والتطلعات بل اصبحت اسري لأكل وتسويق الشعارات والعيش لنخب كانت تطلق بالونات اقرب للالهاء منها للعمل الجاد وتقتات لمصالحها الذاتية . لصالح قيادات فاسدة وفاشلة فقط لانها تمتلك المال ..!
ان ثقافة تقديس القيادات الفاسدة و الفاشلة حجب ابداع الاخرين ..! لدرجة التي قامت فيه وسائل عبثية غير مرئية تدافع عن هذه القيادات وتقتل كل موهبه ناهضة برؤي مختلفه ..!!! وهذا اطر بطريقة مباشرة وغير مباشرة للمصالح الذاتية فاصبحت كانها حرب خفية خاصة ( النخب ضد النخب ) ..!
النخب الوطنية ذات الرؤية الحقيقية
مقابل النخب المتحزبة التي تقتات وتنظر لأيقونات الفساد وتلمع صورة قيادات الفشل والأحباط ..!
بالنتيجة تتلخص محاربة الوعي والنخب لصالح بؤر السلطة والنفوذ وكما يصنعون الأعلام المؤدلج والراكد بالمال السياسي الفاسد . هم قادرون ايضا على صناعة النخب واعادة تدويرها في مصانع الأحزاب الفاسدة .
ويبقى المثقف الحقيقي وحيدا امام جيوش التخلف وموجات الهجرة الجاهلية نحو قبلة المال والسلاح ،،!
لكن رغم الأحباط نعم، هناك نخبة عراقية وطنية مكتملة التكوين والقيم، هدفها محدّد، هو محاولة النهوض بالبلد رغم اختطاف الأمكانيات والقدرات من قبل الفاسدين والفاشلين ..! وهم يعون حجم المهمة التي تقع على عائقهم والمسؤولية المترتبة عن أنهم متميزون، من حيث التحصيل العلمي والمستوى الثقافي. إذ يجسّدون عقل المجتمع وصوت الرصانة والحكمة فيه، والملاحظ أن النخبة العراقية المغيبة لم تنفصل عن المجتمع الذي خرجت منه، وتكونت فيه، بل انحازت إليه، وإلى مصلحته، وتدافع عنه وعن الأخلاقية والمهنية الى اخر نفس وهو ماتراه رسالتها في الحياة .
فالعراق يستحق كل شيء لانه منحنا كل شيء ..!
مدير مركز الذاكرة الفيلية