الأحد - 01 ديسمبر 2024
منذ 9 أشهر
الأحد - 01 ديسمبر 2024

👤 عبدالملك سام (حنظلة) – اليمن

لا أعرف من أين أبدأ، وماذا أقول، وكيف أعبر عما يتلظى في داخلي من أفكار ومشاعر.. كيف أمنع نفسي من شتم العرب بأنظمتهم المجرمة، وشعوبهم الناقمة الخانعة، وإعلامها العاهر التافه؟! إعلام “الهشك بشك” و”الترفيه” والرقص على أشلاء الفلسطينيين! إعلام كرة القدم بينما الصهاينة يتقاذفون رؤوس الأطفال! إعلام المحاشي والطواجن بينما أهل غزة يموتون من الجوع بعد أن أكلوا أعلاف البهائم والأشجار التي كانت بحوزتهم!

هذا الإعلام “الحقنة” الذي يخدر الضمير، ويفسد الأخلاق، ويمجد المذلة، ويلمع السفلة، ويهاجم الشرف والشرفاء، ويقيد حركتنا! أخبروني ماذا سيقول الأجانب عن العرب عندما يبحثون في قنواتنا عن أخبار فلسطين، فيتفاجئوا بموسم الرياض وبرامج الفضائح ومسلسلات الشذوذ والأغاني التي تصدح ليل نهار، بينما أهل غزة يتساقطون؟! هل سنلومهم لو احتقرونا بعدها؟! لقد أصبح الإعلام العربي فضيحة، والإنسان قيمته حيث يضع نفسه، وكما قال فاروق جويدة: ‏لا نحتاج الذهاب إلى مزبلة التاريخ، نحن فيها تماماً!.

خنزير لعين كنتنياهو يقرف من أن يمسك ميكرفون بيد إعلامي إماراتي قدم إليه من دبي ليمجده! ورغم أني لا ألوم نتنياهو كثيراً، ولكن أخبروني كيف ستمد يد السلام إلى من يقرف من مصافحتك! إعلاميون حثالة صهاينة يتحدثون عن ضرورة قتل العرب ويلعنونهم بالصوت “الحياني”، وبعدها تأتي قنوات عربية لتستضيف هؤلاء السفلة ليحدثونا عن السلام! بل وتتأدب معهم وتقول لهم: سيادتكم وحضرتكم! ألم يحطم هذا الإعلام الرقم القياسي العالمي في السفالة!

جلطة عندما يقدم هذا الإعلام المقاومين كمشكلة، بينما يصور المجرمين على أنهم حمائم سلام! جلطة عندما يعرض هذا الإعلام المسؤولين العرب وهم يحاولون أن يقلدوا الرجال أمام شعوبهم، بينما تراهم على حقيقتهم شواذ أمام الأمريكي أو الإسرائيلي! جلطة عندما تشاهد هذا العهر والإنبطاح والهوان يأتينا باللغة العربية عبر محطات صهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم!

الحقيقة أننا – وأعذروني على قلة أدبي – جزء من هذا السخف والإنحطاط؛ فنحن من سكتنا على ما وصل إليه حال الإعلام العربي اليوم.. بل نحن مشاركين فيه يوم فتحنا عيوننا على بؤر الفساد تلك، وأعطيناها أذاننا، وإنفقنا عليها أوقاتنا وأموالنا، بينما أبتعدنا عما يفيدنا ويوعينا ويحركنا.. سمحنا لأبواق الهوان أن تدخل بيوتنا، وتتسلى بخداعنا، وتخدر مشاعرنا، بينما كان الواجب علينا أن نقاطعها لمصلحتنا ولصحة عقولنا. هذه المحطات الناطقة بالعربية ليست عربية، وخطرها يفوق خطر مواقع “البرنو” والفساد.. فمتى ننجلط لنرتاح؟!