الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

اومعارضتها لجرائم اسرائيل في غزة:هل هي نهاية التطبيع أم بقائه؟  

منذ 10 أشهر
الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024

أ.د.جاسم يونس الحريري ||

بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
للاتصال بالكاتب:- [email protected]

قالت السفيرة ((لانا نسيبة))ممثلة دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة يوم الأربعاء الموافق 21/2/2024، إن انتهاكات ((إسرائيل)) في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة “تعرض حل الدولتين للخطر”. وأفادت نسيبة، بأن “عام 2023 كان الأكثر دموية في الضفة الغربية التي شهدت أعلى مستوى من عنف المستوطنين”.وأكدت أن “إسرائيل تنتهك حق الفلسطينيين في تقرير المصير”، مشددة أن على تل أبيب “إيقاف التهجير الإجباري وأنشطة الاستيطان والعنف ضد الفلسطينيين”.

تحليل وأستنتاج:-

  1. أن اللهجة المتصاعدة من المندوبة الاماراتية جاء ليتناغم مع الراي العام الاقليمي والدولي ضد الجرائم الاسرائيلية تجاه السكان الفلسطينيين الذين لازالوا يتعرضون  الى حملة ممنهجة في الابادة الجماعية والتهجير من مساكنهم والتغطية على المواقف الاماراتية السابقة التي وقفت مع العدوان  الاسرائيلي على غزة ولايمكن الاعتقاد أن هناك بصمة أمل واحدة لالغاء الامارات أتفاقية السلام مع((اسرائيل))بسبب الجرائم الاسرائيلية لان التطبيع جاء كارادة سياسية أماراتية عليا أصبحت واقع حال على السياسة الاماراتية الداخلية والخارجية .وللتذكير على عمق الايمان الاماراتي الحكومي بأهمية التطبيع مع ((اسرائيل)) وعلى مدار شهر كامل من العدوان الوحشي على غزة منذ معركة طوفان الاقصى البطولية التي أندلعت في السابع من أكتوبر2023، حرصت الإمارات على تخفيف لهجة الانتقاد ((لإسرائيل))، وهذا يرتبط برؤية إمارتية؛ للتعاون الاقتصادي والعسكري مع الاخيرة، أظهرتها اتفاقيات إبراهيم.رئيس لجنة الدفاع والخارجية في ((المجلس الوطني الاتحادي)) بدولة الإمارات، الدكتور((علي راشد النعيمي))، عبر بجلاء عن تلك الرؤية الإماراتية، حينما شارك في نوفمبر2023 في مؤتمر صحفي ل((الجمعية اليهودية الأوروبية))،و((لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”.قال النعيمي: ((إسرائيل موجودة لتبقى، وجذور اليهود والمسيحيين، ليست في نيويورك أو باريس، بل هنا في منطقتنا))، وهو يعني بذلك المنطقة العربية.ليؤكد، ما قصده،ويضيف)) إنهم جزء من تاريخنا، ويجب أن يكونوا جزءًا من مستقبلنا))، على حد قوله ويطمئن النعيمي ((إسرائيل)) على علاقاتها بدول الخليج فيقول((اتفاقات إبراهيم ليست في خطر، وسط الحرب بين إسرائيل وحركة حماس)). ودافع النعيمي، بكل قوة عن اتفاقيات إبراهيم، قائلاً: “هي الحرب الثالثة في غزة، كلما حدث شيء ما في غزة، يأتي الناس إلينا، ويسألوننا: ما رأيك في اتفاقيات إبراهيم؟ هل ستتغير؟.يجيب النعيمي، على السؤال الذي طرحه؛ ليوضح توجه الإمارات “الاتفاقيات هي مستقبلنا، وليست اتفاقية بين حكومتين، ولكنها منصة،نعتقد أنها يجب، أن تغير المنطقة، حيث يستمتع الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار)).ويتابع حديثه حول التعاون مع ((إسرائيل))، ضد الأعداء المشتركين قائلا: “من المهم للغاية، أن نفهم، أن هناك أعداء، لما نقوم به. فهذه المنظمات الإرهابية، لا تحترم حياة الإنسان. ولا تدعهم يحققون أهدافهم)).ويضيف ((لن يوافق أي شخص لديه شعور إنساني، وحس سليم على الهجوم الإرهابي البربري الذي ارتكبته حماس في 7 أكتوبر: لا أحد))، على حد قوله.وأكد النعيمي، أن “الأعداء”ـــ الذين لم يشخصهم استغلوا الحرب، وأن هناك فرقا بين حماس والشعب الفلسطيني، ونحن بحاجة إلى أولئك الذين يؤمنون بالسلام في أوروبا والولايات المتحدة، وفي كل مكان؛ لمواجهة خطاب الكراهية الذي نراه في المظاهرات في باريس ولندن “، حسبما قال.
  2. قبل شهر من هجمات 7 أكتوبر2023، كانت الإمارات تتفاخر بتحييدها فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ قال المستشار الرئاسي،(( أنور قرقاش)) في قمة دبلوماسية، عقدت بنيويورك، ((إن الفلسطينيين لم يفعلوا أي شيء مع سنوات من الدعم الإماراتي))، حيث عقدت الامارات صفقة، خاصة بها مع ((إسرائيل “.وبدت رسالة قرقاش واضحة بمناسبة مرور نحو 9 سنوات، حينها، من اندلاع الحرب بين الفلسطينيين و((إسرائيل)).وكأن قرقاش كان يبدو حريصا أكثر من ((إسرائيل)) في تنفيذ مخطط ((الشرق الأوسط الجديد))، ويظهر ذلك قائلا: ((الخطط الرامية إلى تشكيل شرق أوسط جديد ومزدهر، لن تظل متعثرة؛ بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا نهاية له على ما يبدو)).ويتضح هذا المسار، منذ اتفاقيات التطبيع التي وقعتها الإمارات مع ((إسرائيل)) في سبتمبر 2020، حيث لم تذكر الفلسطينيين إلا بشكل عابر، وبعدها أستمر طريق التطبيع؛ ليصل لمحطة اتفاق تطبيع جديد بين((إسرائيل))  والمغرب، واعتبر القادة الفلسطينيون الاتفاقيات بمثابة “خيانة مذهلة”.وراهن قرقاش في سبتمبر 2020 على عنصر الزمن حينها، قائلاً((إنه بعد فترة من الغضب الفلسطيني سيرى الفلسطينيون في نهاية المطاف فائدة اتفاقيات إبراهيم)).وأعتبرت إدارتا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن ، أن عدم وجود “ضجة شعبية” بالعالم العربي، بعد اتفاقيات التطبيع علامة على أن منطقهما كان سليمًا.