الخميس - 06 فيراير 2025
منذ 12 شهر
الخميس - 06 فيراير 2025

حيدر الموسوي ||

لم تكن تربية الأبناء في العقود السابقة بهذه المشقة، العراق كان يعتمد النظام الاشتراكي في هويته الاقتصادية ثمانينيات القرن الماضي لا توجد تلك الفوارق الطبقية التي نراها اليوم ، حيث الطبقة الوسطى تشكل الغالبية العظمى من عدد السكان الذي يصل إلى ربع عدد سكان العراق حاليا ، الزي الموحد في المدارس الحكومية والبجامة البازة هي هوية العراقيين في فصل الشتاء لا وجود للمولات او الكافيهات وحتى جيش المطاعم حاليا والأماكن الترفيهية على عدد الأصابع والأسر العراقية كانت بالعادة تخرج فقط في المناسبات ووظيفة النساء بالعموم هي ربة المنزل ونسبة جدا قليلة من العاملات والموظفات، المساواة بين فئات المجتمع كانت واضحة على الصعيد الاقتصادي مع استثناءات بسيطة بين صفوف الاطباء او الضباط وبعض الفئات القريبة من سلطة الحكم، الاجيال كان همها الدراسة والتعليم وتحقيق النجاح والتقدم في هذا المسلك بمعنى البساطة الحقيقية للحياة وخلوها من التعقيدات
ما يحدث الان جراء ثورة التقنيات والحياة الرقمية والميديا وفوضى المعايير وتراجع منسوب الواعز الاخلاقي والديني واعتبار كل شيء مباح يندرج ضمن خانة الأمور الطبيعية والتمرد جهلا على التقاليد والعادات المحافظة كاناس شرقيين واعتبار الانفتاح والاستهتار القيمي هو الحداثة والتطور، كلها أمور شجعت المجتمع إلى الانحدار فضلا عن فقدان سيطرة ارباب الاسر والتسليم بقبول ثقافة العقل الجمعي لدى الجيل الجديد حتى في داخل المنازل فضلا عن تحول عنصر المرأة من البراءة والجلوس في البيت إلى الدخول في معتركات السياسة والإعلام وعالم السوشال ميديا والذي ساوى بين النخب الثقافية والفكرية وظهور ما يعرف بمصطلحات غريبة
البلوغر والفانشنيسته واليوتيوبر والمو دل وغيرها والتعاطي المجتمعي بشكل طبيعي مع تلك الظواهر جعلت المنظومة الاسرية تتداعى وتتراجع والدليل مجزرة الطلاق التي تحدث بأرقام فلكية وفق وماينتج عن تداعياتها من ضحايا من الأطفال الذين سيقعون فريسة سهلة للأمراض المجتمعية والنفسية الخطيرة واذا شيئا فشبئا تنقرض كل التقاليد المجتمعية وتحل بدلا عنها التفاهة والسطحية والانفلات في كل شيء وعلى جميع الصعد حتى تحول المجتمع العراقي إلى فريسة سهلة وبيئة جاذبة ومكب لكل النفايات والظواهر السلبية