مَن الذي أضاع هويتنا الإسلامية في البصرة وبقية مدننا الجنوبية؟!
إياد الإمارة ||
في بعض ما قاله الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري قال:
«عتاب: وليس على خائن
بآلاء موطنه كافر
وليس على الشعب يعطي
الدماء بإيماء القائد الآمر»
بمعنى: لا عتاب على الخونة من اليمين واليسار ..
فهؤلاء خونة لا يُعتبُ عليهم ..
ولا عتاب على الشعب المسكين الذي “يعطي الدماء بإيماء القائد الآمر” فمَن يا ترى الذي يُعاتب على بعض أو كل ما نحن فيه؟
ليتحمل بعضنا البعض الآخر وإن كان العتبُ جارحاً نوعاً ما.
مدننا الجنوبية بالذات في أغلبها مدن محافظة لها عاداتها وتقاليدها النابعة -أغلبها- من دين الله الإسلام وبقية الديانات الأخرى الموجودة في هذه المُدن، الديانة المسيحية والديانة المندائية لا تدعوان للإنحلال ولم نرَ متديناً من بين هذه الديانات يدعو للإنحلال والتفسخ ..
ما أود قوله إننا في مدن العراق الجنوبية على وجه التحديد محافظون جداً بعاداتنا وتقاليدنا وعفتنا ونجابتنا ..
ولا حديث عن “الواوية” مال الزور لأن:
“ماكو زور يخلل من الواوية” ..
التهتك والإنحلال والدعوة للخلاعة في هذه المدن وافدة من اليساريين أولاً وهم يعتقدون أن الثقافة كل الثقافة بالخمر والزنا، ومن البعثيين الذين أرادوا مسخ هوية هذه المدن الإسلامية وإبدالها بهوية البعث القميئة “منال يونس” ..
هذه المدن وأنت تتجول فيها ترى عدد المراقد المقدسة فيها وليس ببعيد عنها مراقد الأولياء والصالحين، ترى أهلها البسطاء جداً كيف يحتفون بذرية النبي (ص) إلى درجة أن بعض ضعاف النفوس استغل ذلك ليحظى بالتقدير مدعياً النسب العلوي.
في البصرة والناصرية والعمارة والسماوة والديوانية والكوت آلاف التكايا والمزارات حتى إن الطاغية صدام عمد في فترة من الفترات لإزالتها لأنها علامات دلالة مهمة عن معتقدات الناس ..
اما المظاهر الدينية فهي كثيرة جداً ..
في محرم الحرام وحتى الأربعين الحسيني ..
في شهور رجب الأصب شعبان الخير ورمضان خير الشهور ..
نحن نحيي عيد الغدير على طريقة صاحب الغدير عليه السلام بتوزيع الخبز والشاي ..
الناس البسطاء في هذه المدن المنكوبة أهل فطرة سليمة جداً،وأهل عقيدة صحيحة، وأهل ولاء وثبات ..
والذنب ليس ذنبهم إن كانت ثقافة بعضهم على گد حالهم، الصوچ صوچ الملة ما يعرف يقرأ على الحسين عليه السلام.
بعد هذه المقدمة التفصيلية نوعاً ما أعود لأُقرر مَن يتحمل مسؤولية تغييب هويتنا الإسلامية في البصرة وبقية مدننا الجنوبية ..
هو ليس البعثي المتآمر الذي ينفذ أجندة خارجية معادية للعراقيين ولشعوب المنطقة كافة ..
وهو ليس اليساري المثقل بأعباء هزائمه المُتكررة وإن كان مؤمناً بالتفسخ والتحلل وإشاعة الرذيلة لأن “الله” ماكو والحياة صدفة ..
البعثي والشيوعي هاي طريقته وهاي غايته يريد “بار” مال عرگ ومرقص وناس سكرانة وتتمرگص وملها والبنات عرايا..
إذاً مَن يتحمل المسؤولية؟
أليس هو “المومن” الما يعرف يقرأ على الحسين عليه السلام؟
لو كان الملة يعرف يقرأ زين ما صارت الشيوعية بالعراق ..
ووين؟
بمدينة النجف الأشرف!
ولو كان الملة يعرف يقرأ ما طلع واحد مثل هذا السيد من بيت الصافي بعثي كبير يمكن اسمه حسين؟
سبب تغييب أو ضياع هويتنا الإسلامية في البصرة وبقية مدننا الجنوبية هو الملة مو غيره ..
الملة ابو عمامة ..
الملة ابو حزب إسلامي ..
هؤلاء هم الذين يتحملون المسؤولية وليس غيرهم وسيقفون بين يدي الله على جريرة أي حُرمة تُنتهك أو أي قيمة تُخرق.
لا نعاتب بعثي سابق أو حالي ..
ولا نعاتب شيوعي سابق أو حالي ..
العتب كل العتب على “المومن” وهو غير بريء الذمة.
٢٣ شباط ٢٠٢٤