مسرح الأرض للممهدين..
مازن الولائي ||
١٤ شعبان١٤٤٥هجري
٥ اسفند ١٤٠٢
٢٠٢٤/٢/٢٤م
هذا الكون الرحب وتلك العظمة اللامتناهية، وهذا الإعجاز والنظم الدقيق في كل أبعاد المخلوقات إنما هو مسخّر لقضية كبيرة ومركزية دارت حولها الآيات والروايات وأرسل من أجلها جيش من الأنبياء والمرسلين والمعصومين عليهم السلام لم ينجوا واحد منهم دونما تعذّب وذاق مرارة التبليغ حتى سفكت دمائهم!
هذا المسرح ليس لأجل أن يرتقي فلان السياسي الفاسد، ولا التاجر الفاسد، ولا الموظف الفاسد، ولا حتى المعمم الفاسد يحاول أن يتقمص دور لم يك دوره ولا موقعه! بالغ ما بلغ مظهره المزيف وكتبه الكثيرة وأعوانه المتملقين والمخدوعين في مظهره والإعلام الذي يرافق كل هؤلاء وغيرهم من أجل إبعاد من يعي فلسفة هذا الوجود العظيم في نشأة الدنيا ومكان التمهيد 《 فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه 》 هذه المساحة فقط لنائب الإمام! ولمن تنطبق عليه مواصفات النائب الغائب المنتظر..
ولا فرق بين كل من تصدى ووضع خلف ظهره الشريعة وقونينها! امركي كان أو عراقي أو غيره ممن وضعوا الدنيا الخاصة نصب عيونهم وبرمجوا كل وجودهم لأجل هذا الشيء! وكشحا عن التفصيل المؤلم والمخزي لمن غرتهم الحياة الدنيا ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) آل عمران ٢٤ .
ومن هنا جاء التأخير في النضوج وفهم المكلف دوره بعد أن مسك القرار! كل القرار العالمي أيادي مثّلت الشيطان المانع من أي زعامة دينية تمثل الشريعة، مرحلة خسرها قوم وسيربح آخرون هم اليوم على الثغور شلال دماء ينزف من أجل شجرة الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم والممهد، وتلك الثلة المؤثرة هي التي اشبعت روحها وجوانحها من ماء السماء الصافي الغير مخلوط بطمع الدنيا وكل زخرفها الحجاب المدمر للروحانية والتقوى والعلاقة مع أولياء الله جل جلاله..
وليس في الهواء الطلق أن تتظافر الروايات على قوم ومنطقة معينة رسمتها إشارات المعصومين عليهم السلام بمختلف الألفاظ والمتنون لتؤكد إدارة هذا المسرح لمن ومن يستحق الجلوس بقمرة القيادة؟! لأجل إحقاق حق صار الكثيرون يتنافسون على شغله متناسين منطق آخر آية في القرآن ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) الكهف ١٠٤ .
روي علي بن عيسى، عن أيوب بن يحيى الجندل، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: رجل من أهل قم يدعوا الناس إلى الحق، يجتمع معه قوم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف، ولا يملون من الحرب، ولا يجبنون، وعلى الله الله يتوكلون، والعاقبة للمتقين. فهل يعي المطبعون أو السائرون بنعومة مع دول التطبيع ومحاربة دولة الفقيه صاحبة الحق الحصري بالتمهيد العملي مع محور محتاج الى كل جهد في معركة فاصلة ومعركة وجود والعاقل يفهم!
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..