غزو البلهاء .. سميرة يو سميرة
إياد الإمارة ||
كَتَبَ الفيلسوف والقاص والناقد الإيطالي (أمبرتو إيكو) ذات يوم هذه العبارة:
«إن أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممَن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً ..
أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل مَن يحمل جائزة نوبل ..
إنه غزو البلهاء»
هذه حقيقة في عالم التواصل الإجتماعي هذه الأيام وقد أصبحنا نسمع ونرى ما لا ينبغي أن يُسمع أو يُرى ..
كل هذا بسبب التواصل المفتوح على كل شيء دون قيود ليخرج على الناس الغث السمين على حد سواء وللغث “مشترية” كثر أكثر من أي وقت مضى.
قصتي هذا الصباح ليست مع تويتر وفيس بوك ومواقع التواصل الإجتماعي والسماح لفيالق الحمقى بالكلام ..
قصتي عراقية تدور أحداثها عن عالم السياسة والمواقع الحكومية في هذا البلد وقد:
«منحت حق الكلام وحق القرار لفيالق من الحمقى ممَن كانوا “دايحين” بالشوارع وكانوا مثقلين بالفشل والضياع وكانوا ما يسوون ترس ذاناتهم تبن، كانوا لا يتحدثون ولا يجيدون شيئا، أما الآن أصبحوا طبقة سياسية ومسؤولين في الدولة العراقية لهم “شنة ورنة” .. وأصبحوا كمَن دَرَسَ وتعب وواجه الطاغية صدام ببسالة الشجعان وقدم التضحيات في سبيل ذلك، إنه غزو البلهاء» ..
والحديث ليس عن الجميع بل عن البعض ولكن هذا البعض ليس قليلاً.
العملية السياسية في العراق مثل المساحات المفتوحة في مواقع التواصل الإجتماعي سمحت لبعض من فيالق الحمقى:
١- بالتحكم بمصائر الناس في هذا البلد ..
٢- بالتحكم بمقدرات الناس وكأنها أملاكهم الخاصة ..
٣- بالتحكم بأشياء لا يفهموها ولا يفقهوا بها شيئا ..
٤- وسمحت لهم بأن يكونوا قادة وزعماء ومسؤولين حكوميين من الدرجة الأولى ..
إنه غزو البلهاء.
هل اتضحت لنا الصورة؟
صورة أن يُسمح للحمقى بالتصرف على الطريقة العراقية!
– أن يكون الجاهلُ حاكماً ..
– أن يكون اللصُ حارساً ..
– أن يكون الجبانُ الرعديد قائداً ..
– أن يُنصب “البلهاء” مصطفى الكاظمي رئيساً للوزراء ..
سميرة يو
سميرة يو سميرة ..
إنه غزو البلهاء.
٢٤ شباط ٢٠٢٤