حصار برشلونة .. قرار مجلس الامن الخفي !
حسين الذكر ||
النظر الى ما بعد الاكمة .. يحمل طابعا توعويا .. بل ذو أهمية لتجلي الحقيقة التي سيبقى الكثير منها غائبا عن البصيرة والابصار مهما قفزنا بالخطوات وشطحنا بالتفكير .. هذا حال الدنيا .. التي يمثل الغموض جزء أساسي من مرتكزات بنائها .
في نظرة بسيطة على حال رؤساء الأندية الاوربية الكبرى يتضح انهم يتمتعون بكارزما ومخرجات تلقائية او مبرمجة خاصة .. بمعنى انهم ليس مشاهير ونجوم متبنى رياضي .. بل شبه زعماء ظل او رجالات شبكات عنكبوتية .. مع ان زيارتهم المكوكية لا تحمل طابعا سياسيا او امنيا بحتا ولا يرافقها ذات البروتكول الدولي المتبع .. الا انها لا تقل أهمية وتاثير على واقع المؤسسات ذات العلاقة .
نادي برشلونة الاسباني اول فريق عالمي يحرز السداسية عالميا وتفرد باحرازه الثلاثية مرتين ويمتلك من النجوم ما جعله يتربع على مقاليد القمة العالمية . وما لحق من هيمنة على مقدرات الجماهير المتخطية لهستريا الجنون ( المسيوي ) سيما في ظل ( هتشكوكية الكلاسيكو ) ومتطلباته والمطلوب منه .
عام 2016 بدات تحرك ملامح سياسي يهدف لانفصال كاتلونيا عن مملكة اسبانيا وظهر لوي الاذراع علنا على المدرجات واخذت تتكشف قوة توظيف الراي العام حتى دوى صوت جرسها باعلى مكامن صنع القرار الدولي ..
فجاءت الإجابة سريعة بوقت همين برشلونة على البطولات والاوسمة والالقاب وتخطت قاعدة جماهيره نصف سكان الأرض وبعائدات مالية امتلات بها خزائن برشلونة وليس النادي فحسب . مما تطلب توجيه اول صاروخ ( خفي ) عابر للقارات لتفكيك الديناصور الكاتالوني ونزع مخالبه ..
لم توجه الضربة الى مسي بقرار درس بعناية فائقة التوقيت وبعقل محنك نفذ بادوات رياضية .. فغادر نيمار بذل البكاء وكسر عقده ب ( 222) مليون دولار انفق برشلونة اضعافها للحصول على بديله ففشل .. ثم توالت الحرب الناعمة بقلع جوهرة العالم المتفرد ( مسي ) من رحم البرشا وبالمجان في وقت كانت قيمته تعادل (مليارات ) ليغادر بدراما الاذلال والدموع .
بين ليلة وضحاها غدا عملاق ( برشلونة ) الأسطوري مجرد ( فارا ) .. منع من التعاقد مع لاعب من طراز رفيع .. بل صفقاته أصبحت ( اكسباير ) وبالمجان .. فلم ينافس على صفقة الا وخسرها .. ورفعت عليه القضايا والتهم بالفساد والرشى والاخلاقيات .. بسيل لا ينتهِ ودرس لن ينسِ لكل من يسيء فهم وقراءة المشهد او يريد التلاعب بخرائط المقاطعات .
أخيرا بدا .. لا مبورتا لاهثا يزور دول تدور بفلك عالم المال والسياسة فوصل الى الامارات وعقد مؤتمرا في الدوحة وزار الرياض .. ولم يحصل على أي تعهد لكسر الحصار الاممي .. ثم جاء تشافي بنجوميته وهدوءه وابداعه .. ولم يغير قواعد ما بعد الرياضة ..
في الختام القضية ليست نهائية .. فنحن نعيش بعهد الصناعة .. وهو عصر لا يخضع لقواعد ثابتة واخلاقياته لا عدو ولا صديق فيها .. تدار وفقا لمنظومة المصالح .. يوما ما قريب سيرفع الحظر عن برشلونة بقرار من مجلس الامن ( الخفي ) فيعود ناديهم مرة أخرى يتلاعب بمقدرات الراي العام .. شريطة ان يعي الدرس ويفهم لغة الخطاب .. الموجه ليس له .. بل الى جميع الذين ما زالوا يعتقدون انهم مجرد متداولون في جمهورية ( كرة القدم ) .