الجمعة - 17 يناير 2025
الجمعة - 17 يناير 2025

الشيخ جاسم الجشعمي ||

الفكرة المهدوية هي فكرة الهية قبل أن تكون فكرة إسلامية خاصة بالمسلمين . وقد تناولتها الاديان السماوية كالتوراة والإنجيل والزبور وكتب الاديان الاخرى ككتاب العبري وكتاب زند لاتباع الدين الزردشتي وكتاب حكى نبي وكتب دينية مقدسة لأديان اخرى . وقد تناولت الاديان ان منقذا ومصلحا سوف يظهر وينقذ العالم من الظلم ويرث الارض ويحكم بالعدل ويقضي على الظلم . وبعض هذه الاديان ذكرت صفات ونسب المنقذ المهدي عج .وقد جاء في كتاب شاكموني لدين طائفة من الهنود :
( سيستلم ابن كشن سيد خلائق البشر الدارين السلطة والقدرة في آخر الزمان سوف يحكم على جبال المغرب والمشرق .فيتوحد دين الله ويحي واسمه استادن وخداشناس .)
ففي هذا النص ذكر الكتاب لقب المنقذ وهو استادن ومعناه القائم . وهو من اهم القاب الامام المهدي عج . وأبن كشن في اللغة الهندية هو اسم رسول الله محمد صلى عليه وآله وسلم . فالمنقذ هو ابن رسول الله وابن سيد الخلائق كماجاء في الكتاب واسمه القائم .و كل هذه الصفات تنطبق على الامام المهدي ي عجل الله تعالى فرجه الشريف .
.أما القرآن الكريم فقد تناول فكرة المهدي والمنقذ في عدة آيات ومنها :
( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عادي،الصالحون .) الآية ١٠٥ الأنبياء .وقال تعالى
( ونريد ان نمنّّ على الذين
استضعفوافي الارض ونجعلهم ائمةًونجعلهم الوارثين )
وقد أكدت الروايات ان بشارة هذه الآيات بشارة لائمة اهل البيت عليهم السلام بأن الله سيرثهم الارض ويجعلهم أئمة وقادة بعد معاناتهم وتعرضهم الى الظلم والاستضعاف . وذلك يتحقق في حكومة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف . والوارثون والصالحين هم الأمام المهدي عج واصحابه .
اما رويات الامام المهدي عج فقد رواها رواة السنة والشيعة وكتب علماءالمسلمين من السنة والشيعة مئات الكتب حول الامام المهدي عج . منذوفاة الرسول ص،والى هذا اليوم وروى عشرات الصحابة روايات الرسول الله ص وهو يتحدث عن المهدي ويبشر المؤمنين بقدومه . و ذهب بعض من علماء،السنة الى ان الاعتقاد بفكرة المهدي من الواجبات و ان من انكرها
يستتاب .فأن لم يتب يقتل ويضرب عنقه .
ان الفكرة اةمهدية انسانية كذلك . حيث أن الإنسان بمختلف اصنافه يحدوه الامل الى مستقبل واعد ومنقذ له من العذاب والظلم والظلام . وقد تجلى ذلك في محاولاته الى تأسيس نظريات فلسفية واقتصادية وتنظيم مجتمع مدني كل ذلك للوصول الى نظام منقذ والى قائد منقذ ..
حيث كان الانسان يعتقد ان تلك المحاولات هي المنقذة له . ولكن بعد قرن من تجربة هذه النظم والزعماء والقادة تبين له ان تلك النظم لم تجلب له السعادة المنشودة. وان تلك الدعامات لم تنفعه بل ادخلته من حرب الى حرب . حيث فشلت جميع المدارس البشرية من توفير منقذ للبشر . وبقيت المدرسة الاسلامية الالهية
وزعيمها المهدي،المنتظر عج الامل الوحيد للبشر .
الشيخ جاسم