القوى الإرهابية مدعومة لتنفيذ مخططات استعمارية..!
نعيم الهاشمي الخفاجي ||
مختصر مفيد لم يفشل الغرب في مواجهة الإرهاب الإسلامي المتمثل بالتيارات الوهابية الاخوانية من طالبان للقاعدة وداعش إلى النصرة وإلى بوكو حرام، هناك حقيقة الدول النووية العظمى الخمسة لم ولن تتقاتل بشكل مباشر بظل امتلاكهم الترسانات النووية التي جعلت الجميع خسران إن حدثت مواجهة مباشرة بين القوى النووية الخمسة العظمى.
لذلك الدول العظمى تدعم وتخلق بؤر اضطرابات لتنفيذ مخططاتهم بشكل وآخر، يتصارعون على أماكن النفوذ، الكثير من السذج ينتقدون القوى الغربية بسبب فشلهم في مواجهة القوى والتيارات الإسلامية التكفيرية رغم تجاوز ٢٣ سنة على أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١ والتي نفذها ارهابيين وهابيين منهم ١٧ إرهابي يحملون الجنسية السعودية، لم تفشل دول الغرب في القضاء على أنصار التيارات الوهابية التكفيرية، هناك حقيقة، من دعم الجماعات الوهابية التكفيرية دول الخليج والناتو لمقاتلة السوفيت في أفغانستان وتم تحقيق الهدف بهيكلة المعسكر الشرقي وتفكيك السوفيت نفسه.
بعد غزو صدام الجرذ للكويت وقفت قيادات الإخوان المتوهبين مع صدام ضد دول الخليج، إبن لادن قال لملك السعودية انا مستعد اجلب لكم جيوش من الجهاديين لتحرير الكويت بدل مجىء القوات الاطلسية، غادر المواطن السعودي الإرهابي شيخ اسامة إلى السودان، حل ضيف بالسودان لدى البشير وحسن الترابي، ولايخفى على أي متابع، البشير والترابي كانا أصدقاء صدام الجرذ، برعاية الدكتور حسن الترابي عقد مؤتمر لقادة الجماعات الإسلامية حضره مندوبين من الفلبين إلى دول الغرب نفسها، وكذلك حضرت وفود من أفغانستان وكشمير ومصر والصومال والجزائر والشيشان وقرغيزستان وطاجكستان …..الخ.
بعد تهيكل السوفيت، تم دعم طالبان من دول الخليج، وبإشراف من سفير المملكة العربية السعودية تركي الفيصل تم تأسيس طالبان، دخل الطلبانيين من باكستان إلى أفغانستان وتهاوت المدن بشكل سريع ودخلوا إلى كابل، ذهبوا للسفارة الفرنسية واخرجوا رئيس وزراء الحقبة السوفياتية والذي كان يختبئ في السفارة وقاموا بشنقه، بنفس تلك الحقبة الزمنية، حدثت اضطرابات في القوقاز وآسيا الوسطى، شاهدنا إرهابيين عبر شاشات التلفزة الفضائية وهم يحملون السيوف منهم إرهابي سعودي اسمه سياف ظهر في غروزني عاصمة الشيشان، وحدثت مواجهات تم هزيمة القوات الروسية، من قاد الحرب ضد روسيا في الشيشان قائد القوة الجوية السوفياتية الجنرال طيار جوهر بودانوف والذي نصب نفسه رئيس للجمهورية الشيشانية، لكن أمير المؤمنين الحسن الثاني ملك المغرب بنى علاقات مع جوهر و استضافوه على قناة فضائية وكانت المخابرات الروسية في انتظاره أطلقوا عليه صاروخ وقتلوه، الرئيس الروسي بوريس ينسين استعان في بوتين ونصبه رئيس وزراء روسيا، نقض الاتفاق مع الشيشانيين واقتحم غروني وشاهدنا جنود روس وهم يسحلون جثة الإرهابي السعودي سياف بالحبال بشوارع غروزني.
كانت بتلك الفترة، وجود مصلحة في تهيئة الظروف لانتقال الإرهابيين إلى الشيشان وآسيا الوسطى وروسيا، بعدها اندلعت حرب البوسنة وسمحوا للمجاميع الإرهابية المجيء من أفغانستان لمقاتلة الصرب وتفكيك جمهورية الاتحاد اليوغسلافي.
بعد أحداث سبتمبر تم غزو أفغانستان والعراق وعاصرنا تلك الحقبة، كان الضغط على القوات الأمنية العراقية بعدم اعتقال الذباحين والقتلة، تم تدمير العراق لمصالح اقليمية، بل تم جعل العراق للاسف ساحة للصراعات، وأصبح الوضع العراقي تتحكم به مصالح تطبيع الخليج مع نتنياهو مقابل مهاجمة شيعة العراق، تولى باراك أوباما الإدارة الأمريكية وفي عام ٢٠٠٩ ذهب إلى جامعة القاهرة وألقى خطاب شهير، وأعلن عن تأسيس شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة والتيارات الإسلامية، ودعا إلى فك الاشتباك وإنهاء المواجهة مع الجماعات المسلحة.
بفترة قصيرة من خطاب أوباما حدث الربيع العربي بقدرة قادر، وقفت إدارة أوباما مع الحركات الاخوانية من تونس إلى مصر وليبيا وسوريا واليمن ومنعوا وصول الربيع العربي إلى دول الملكيات وإمارات النفط من دول الرجعية العربية بشكل خاص، لولا الدعم الغربي لما سقط نظام تونس ومصر وليبيا واليمن.
بايدن سحب قواته من أفغانستان وسلمها إلى طالبان دون توقيع حتى اتفاقات عسكرية أو اقتصادية أو بالقليل دعم القوى المعارضة لطالبان من تحالف الشمال، سلموهم تسليم يد بطريقة محكمة بحيث هرب آلاف المواطنين إلى مطار كابل وتعلق المئات في اطارات الطائرات،كانت مناظر مؤلمة ومقززة.
ومن المؤسف هناك من يستكثر على العراقيين المطالبة في إنهاء التواجد للناتو واستبدال ذلك في اتفاقيات عسكرية واقتصادية ثنائية مابين العراق وامريكا ودول الناتو.
الان لو تصل القوى العظمى الخمسة إلى تفاهمات، نشاهد اختفاء الجماعات الإرهابية، ويتم التخلي عن دعم الأقزام الذين دمروا بلدانهم، ولعقوا أحذية القوى الاستعمارية المحتلة، يخلعوهم مثل خلع الأحذية، ويعم السلام وتعود الأمور طبيعية وعادية، الخائن يستخدموه ويتخلون عنه، في أحداث سوريا، المجاميع الإرهابية حاصرت دمشق، شخص عراقي مقيم في سوريا، الاخ حمل سلاحه وقاتل إلى جانب القوات السورية، وبالفوضى تورط بقتل سوريين، بعد أن قوت السلطة السورية، اعتقلوه وتم محاكمته وصدر بحقه قرار إعدام وتم اعدامه، ورط نفسه الغبي والنتيجة قاموا في تحميله مسؤولية قتل مواطنين سوريين، وحاكموه والنتيجة تم اعدامه، كان الأولى به يترك سوريا ويعود لبلده العراق أو ليبحث عن بلد آخر يعيش به.
في الختام نتيجة الظلم والقمع بالدول العربية وعدم وجود سلطات دستورية حاكمة، تبقى دول الشرق الأوسط دول رخوة وأرض خصبة للصراعات القومية والمذهبية، لذلك دولنا ومنها بلدنا العراق يحتاج حلول سياسية لإنهاء الصراعات القومية والمذهبية وتعم المساواة والعدالة الاجتماعية، ويعيش الجميع بسلام.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
25/2/2024