الفتوى العظيمةُ وأيّامُها الخالدةُ
د.علي الدلفي ||
لَقَدْ غصّتْ معسكراتُ التّدريبِ بالشّيبةِ والشّبابِ؛ ثُمَّ بدأتِ المواجهةُ والتّضحيةُ بالغالي والنّفيسِ مِنْ أجلِ استردادِ الأرضِ والدّفاعِ عَنِ العِرضِ. وخلفهم شعبٌ بأكملهِ وعلى اختلافِ شرائحهِ يدعمُ ويؤازُ ويبذلُ ويدعو للمجاهدينَ بالنّصرِ العظيمِ. ولا ننكرُ أنَّ بدايةَ المعركةِ لم تكنْ متكافئةً؛ فـ “دlعiiiش” تقفُ خلفها أ.م.ر.يـ.k.ـا وحلفاؤها مِنَ العربِ وغيرهم. والعراقُ لا حولَ ولا قوّةَ لَهُ بسببِ فسادِ قادتِهِ السِّياسيّينَ وسوءِ تدبيرهم وإدارتهم الفاشلةِ. أمّا العراقيّونَ الأصلاءُ الملبّونَ لنداءِ “سيِّدهِم المرجِعِ الأعلى”؛ فَمُنْذُ اللّحظةِ الأولى لصدورِ الفتوى العظيمةِ خطّوا على جباههم “هَيْهَات مِنّا الذِّلِّة” وبصموا بالدّماءِ الطّاهرةِ للعراقِ وأهلِهِ. استشهدَ المجاهدونَ الكثيرونَ “أبْنَاءُ الكـــوتِ والنّاصريّةِ وميسان والبصرةِ والنّجفِ الأشرفِ وكربلاء المُقدّسةِ وبغداد والحلّةِ والديوانيّةِ والسّماوةِ وديالى” على أرضِ “نينوى والأنبار والفلوجة وتكريت وسيّد غريب والتاجيّات ومكحول وجرف النّصر والعِظيم والحضر والإسحاقي والعلم ومكيشيفة وبيجي وتلعفر والبشير وآمرلي الصمود والدجيل وبلد سبع الدّجيل…”. استشهدوا من أجلِ الدّفاعِ عَنْ وطنهم المُوحّدِ بعيدًا عَنْ حساباتِ “النّصرِ والهزيمةِ” قربةً للهِ تعالى وتأسّيًّا بإمامهم سيّدِ الشّهداءِ وقريبًا مِنْ قائدهم المرجعِ الأعلى.
إنّها فتوى بكلمةٍ واحدةٍ نطقَ بها “حكيمُ هذا العصرِ قَدْ غيّرتْ خارطةَ الطّريقِ ونسفتْ كلَّ مخطّطاتهم العدوانيّةِ؛ فما حالُنَا يومَ يظهرُ إمامُ كلِّ العصورِ؟!!