إصبع على الجرح دعوة للتفاؤل .. والسلام ..
||
إذا كنا في العراق كما هو حال الأمة على امتداد رقعتها نمّر بمرحلة تاريخية شديدة الوطأة من سطوة قوى الطغيان الدولي والجبابرة الذين يستهدفون مقدراتنا وثوابتنا في الدين والمنظومة القيمية حاضرا ومستقبلا .
لقد نجحوا في حملتهم المسعورة بدحرجة مساحة واسعة من القطاعات المجتمعية لدينا إلى واد سحيق من الضبابية والظلمة حتى امسوا كالغنم في يوم شاتٍ , وفي كل يوم نأمل فيه الشروع في النهوض ونرتجي اصلاحا ونستبشر خيرا نرى ونسمع ما يُحزن القلب ويبعث على الأسى والإحباط من المشككين والعملاء وابواق النفاق التي تغتال أحلام الشباب وتستبيح كل المحرّمات حتى ضاقت القلوب وبلغت الحناجر ولا يلوح في أفق هؤلاء أمل بالبصيرة ولا بالعودة الى منطق العقل . المشكلة ان أوثان الإحباط ومثابات الجهل والعمالة والضياع باتوا يمتلكون الحضور في العدة والعدد بجميع المسميات والأوصاف والألقاب يحاربون كل بارقة أمل تبدد ظلام الواقع وتعيد للحق صولته وللعدل دولته . نعم وبكل اعتزاز إننا نرى وراء الأفق أشعة من نور حق يزهق الله به ظلمة الباطل بل نرى الآن صُورا ومشاهد تدعونا للتفاؤل وتزيدنا إيمانا أن الحالة المؤلمة التي عشناها ونعيشها لن تدوم وسيجعل الله من بعد عسر يسرا وتلكم بعض بوارق الأمل . لكن صدى النعيق والنهيق يتعالى من هنا وهناك . لا اريد ان اذهب بعيدا في التفاؤل بإن القادم خير ان شاء الله شرط أن يغيّر القوم ما يعتمر في الوجدان من صدأ الأمس وترسبات الحقد وأوساخ الذات المأزوم بتداعيات تراكم الفقر وتواتر الجهل ووزر التخلف الموروث من رؤوس صادرت عقولها وسلمّت زمام أمرها تحت اقدام اصنامها ولله المشتكى ولا منجى الا منه ولا ملجأ الا اليه . لكن هذا لا يبرر لنا الركون والتلسيم بحتمية الأمور والرضا بما يريده المحبطون وارباب النفاق وسلاطين الرذيلة وقطعان الجهل . لست ادري الى اين تأخذني مفرداتي والى اين يرسوا قلمي لكنني فى يقين ان ما نمّر به شيء يخالف المنطق في جمع المتناقضيّن معا . ما بين الإستبشار بالخير القادم بما نرى ونأمل رغم درايتنا بصعوبة المهمة وما يؤطر الداخل العراقي من صراعات وتدخلات وخبايا وخبائث واختراق وما نسمعه من ابواق الإستهانة والطعن والتشكيك وما نرى من جرائم او مشاهد في اكثر من مكان على خارطة الوطن . لكننا نقول ان القادم خيرا رغم كل ارهاصات الشر التي تحيط بنا فالخير قدر العراق ان شاء الله لأنه وطن الخير والسلام.