الخميس - 12 ديسمبر 2024

المهدي تلوتها في حسينية سوق الشيوخ بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي المنتظر ( عجَّلَ اللهُ فرجَهُ الشريف )

منذ 10 أشهر
الخميس - 12 ديسمبر 2024

 

يوم 14 / شعبان / 1364هج الموافق 24/تموز/1945م

 

شعر: عبد الحسين الجاسم

 

 كم انتظارُك إلفاً أشْمَتَ الخُصَما

 هَجْرا أتُكْرِمُ روحاً باخلًا بِلَمى

 تُهدى إليهِ عقيقَ الدمعِ حينَ ترى

 ثغرًا لهُ باسمًا عن لؤلؤٍ نُظِما

 أسقمتَ جسمَك لم تطلبْ بهِ بدلًا

 يُقضى عليك ضنىً أو أن تموتَ ظَما

 هذي العذارى لها في كلِّ جارحةٍ

 فمَنْ مِن السحرِ فهمًا حيَّرَ الحُكَما

 أما رأيتَ العيونَ السودَ كيف رمتْ

 نَبْلًا وأقواسها أجفانها السَّقما

 كمْ بالعيونِ معانٍ جلّ مودِعُها

 سِحْرًا ومودِعُ سلسالِ الرحيقِ فما

 أوحتْ الى الخدِّ لمّا احمرَّ من خَجَلٍ

 يا خَدُّ أَضرِمْ بقلبِ العاشقِ الضُّرَما

 وتأسَرُ الأسَدَ الضاري بنظرتِها

 فلا يُنازلُها أو ينقلُ القَدَما

 تدارَكَنْ كَبِدًا كَيْلا تذوبَ جَوىً

 على اللقاءِ ، قليلٌ ذاكَ مَنْ سَلِما

 أحبّتي هُمْ وإن شَطَّ المزارُ بهمْ

 عندي مُقامٌ لهمْ وسطَ الفؤادِ سَما

 يا سعدُ ما حيلتي في نيلِ وصلِهِمُ

 هل يقبلون مَشوقًا مثلَ مَنْ خَدَما

 يئنُّ من حرقةٍ بين الضلوعِ وَرَتْ

 ويُرْسِلُ الدمعَ محمرًّا ومنسجِما

 أرعى العهودَ التي قد أُبْرِمَتْ وَهُمُ

 يــــــــــــا وَيْحَ نفسيَ لمْ يرعَوْا ليَ الذِّمَما

ما كنت

 ماكنتُ يَشغَلُني عنهمْ ويُطربني

 عودٌ ويؤنسني كأسٌ مع النُّدَما

 لكنّما مولدُ (المهديِّ) أشْغَلَني

 سرورُهُ وبقلبي أُنْسُهُ احْتَكَما

 ألا أُسَرُّ بهِ والأمُّ فاطمةٌ

 وجَدُّهُ رَسُلَ الرحمنِ قدْ خَتَما

 أبوهُ حيدرةٌ ذاكَ الذي عُرِفَـتْ

 وَقَفاتُهُ ولِظَهْرِ الشِّرْك قد قَصَما

 أَتَتْهُ حكمتُهُ في مَهْدِ مولدِهِ

 زُقَّ العلومَ ولمْ يبلُغْ لها الحُلُما

 لو لم يكنْ فوقَ ظهرِ الأرضِ ما ثَبَتَتْ

 يومًا ولا ازدانَ بالأفلاكِ وجهُ سَما

 لحكمةٍ غابَ لم نُدركْ معانِيَها

 عِلْمًا وليسَ بها يُعنى سِوى العُلَما

 ماذا أقولُ بِمَنْ قدْ صارَ مُدَّخَـرًا

 ليومِ تبصيرِ هذا الخَلْقِ بعدَ عَمى

 ويملأُ الأرضَ عدلًا مثلَما مُلِئَـتْ

 ظُلْمًا وينشِلُها مِنْ جَوْرِ مَنْ حَكَما

 ما زالَ حيًّا يُجيلُ الطرْفَ مُرتقِبًا

 يومَ الظهورِ يُثيرُ النَّقْعَ والقَتَما

 يشُنُّ غارةَ خيلِ الحقِّ في فِئَةٍ

 بصدرِهِمْ يتَّقونَ السُّمْرَ والخُذُما

 إيمانُهم رُصَّ عزمًا منهمُ  وغَـدا

 كلٌّ بمصدوقِ عُقْبى الخيرِ مبتسِمـا

 لا يُورِدون الخيولَ الماءَ مُطْلقَهُ

 ولا تَخوضُ بهمْ إلّا سيولُ دِما

 لا يُعْرَفُ العدلُ إلّا في حكومتِهِ

 ولا يُذَلُّ عزيزٌ لمْ يكنْ ظَلَما

 صاعًا بصاعٍ يكيلُ الحكمَ بينهُمُ

 يُعطى الحقوقَ وساوى بينها القَـسَما

 في كُلِّ يومٍ أقولُ اليومَ مَخْرَجُهُ

 لِمَا أرى مِنْ علاماتِ الظُّهورِ سما

        أشكو ووقتيَ بــينَ اثنــينِ حيَّرَني

         إما الهلاكُ وإما أنْ أكُمَّ فَمـــا

 
 حسبي الإلهُ فما الشكوى بمُجْدِيَةٍ

 إنْ لِمْ يكُنْ فاهِمًا مَنْ يسمعُ الكَلِما

 داعٍ دعاني الى نظمٍ يُزانُ بكُمْ

 يا صاحبَ الأمرِ يا كهفي وخيرَ حِمَى