الاثنين - 04 نوفمبر 2024

الشهيد محمد باقر بسام خميني (باقي) الأثر

منذ 8 أشهر
الاثنين - 04 نوفمبر 2024

إياد الإمارة ||

في ذكرى ولادة إمامنا الحجة أرواحنا له الفداء طاب لي أن أقفَ لأستذكر هذا الشهيد البطل الذي كان يتوسلُ بجدتهِ الزهراء صلوات الله وسلامه عليها بين يدي الله تبارك وتعالى لأن يرحلَ إلى جوارِ ربه شهيداً مُقطع الأوصال حد أن لا تبقى من جسدهِ الطاهر قطعة واحدة تحفظُ رسمه ..
هذا الشاب الحسيني البطل كان مغرماً بأهلِ البيت عليهم السلام حداً لا يمكن أن يُدركه أهل المعاصي من أمثالي ..
لا يُدركه مَن لم يبلغ درجة عشقه وهيامه بأهل البيت عليهم السلام ..
هذا الشهيد كان من عشاق جدتهِ الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ..
هذا الشهيد كان من عشاق جدهِ الحسين عليه السلام.

حيرونا هؤلاء الشهداء ..
والله حيرونا ..
لكل واحد منهم قصة ..
وأي قصة ..
لأبي زهراء السعدون قصة حب محمدي أصيل منذُ كان طفلاً صغيرا ..
وهناك قصة لأبي كوثر الشاوي وأخرى لبقية الشهداء، قصص مُختلفة لكنها بمحتوى واحد من الورعِ والتقوى وعشق الله الذي أراد لعشاقه أن يبعثوا بطريقةٍ أخرى هي طريقة الحسين سيد الشهداء عليه السلام ..
أنا عرفتُ عدداً من الشهداء ..
في صباي عرفتُ الشهيدين عصام عبد الحسين والشهيد أحمد الصافي، كانا قريبين علي جداً ..
عرفتُ الشهيد سلام لطيف الإمارة ..
عرفتُ من بعد الشهيد حسين والشهيد عدنان وشهداء كثر ..
عرفتُ من الشهداء الذين قاوموا المُحتل الأمريكي وعرفتُ من الشهداء الذين انتموا إلى صفوف الحشد الشعبي المُقدس ..
كل هؤلاء الشهداء كانت لهم قصص مختلفة لكنها بمحتوى واحد ..
كانوا جميعاً على درجةٍ واحدةٍ من الورع والتقوى والفناء في ذات الله تبارك وتعالى.

أنا لستُ مستغرباً فلا غرابةَ في ذلك ..
لكني في حزنٍ شديد ..
يا سيدي يا صاحب الزمان يا شريك القرآن يعلم الله بأني بحزنٍ شديد وسبب هذا الحزن هو:
– الفراق أولاً ..
يمزقني فراق هؤلاء الأحبة، أنا منذُ العام (١٩٩١) حزين على فقدِ عصام وسلام، منذُ العام (١٩٩٣) وأنا حزين على الشهيد أحمد، لا تزال صواوين عزاء الشهيدين سليماني والمهندس ممدودة في قلبي ..
لم أنسَ أي شهيد منهم بذكرياته، بمآثره، بخصاله وسجاياه ..
– وإننا إلى الآن لم نوفق لأن نحظى بفوزهم ..
لعله سوء التوفيق ..
أو إننا لم نبلغ مبلغهم من العشق والهيام ..
هؤلاء رضوان الله عليهم على درجة عالية من الصبابة.

سيدي يا صاحب الزمان ..
سيدي يا إمامي المُفدى ..
إن كُنا نعجز عن اللحاق بمحمد باقر بسام خميني على طريقته وأن نلحق ببقية الشهداء على طريقتهم، فإننا نتوسل إلى الله جل وعلا بك صلوات الله وسلامه عليك أن يُلحقنا بهم على طريقتهم عَلّ هذه العاقبة تغسلُ ذنوبنا وتُطهرنا من آثامنا ..
سيدي يا صاحب الزمان يا حبيب قلوبنا كُن شاهداً علينا بأننا نحب هؤلاء الشهداء نحبهم حباً جما ..
كُن يا سيدي شاهداً بأننا نتمنى أن ننتهي نهايتهم ونكون معهم في مجلس واحد يوم القيامة.

٢٥ شباط ٢٠٢٤