الطيار الامريكي المحتج ضد الاباده
مانع الزاملي ||
الطيار الامريكي ارون بوشنل يبلغ من العمر 25 عاما وهو طيار في الخدمة الفعلية في الجيش الامريكي ، عبر عن احتجاجه ورفضه للابادة التي تحصل لأهلنا في غزة ! بقوله وهي يتجه الى السفارة الاسرائيليةهذا الشخص اسمه آرون بوشنل، وهو فعلا جندي في القوات الجوية الأمريكيه، في البداية قال في الفيديو الذي تم بثه على الهواء، “أنا آرون بوشنل عضو حالي في القوات الجوية الأمريكية، ولن أكون مشاركا في الإبادة في غزة، بعد قليل سأقوم باعتصام متطرف صحيح، لكن عندما تقومون بقياس ما يتعرض له الفلسطينيين من الاحتلال فستعتبرون ما أقوم به ليس تطرفًا”! لكي يسكب البنزين على جسمه ويضرم النار فيه وهو يقول ( لا اريد ان اكون متواطئا في الابادة التي تجري في غزة ضد الفلسطينيين) البعض يراه موقفا متهورا لكن الحقيقة هو ذكرها ليدفع عن نفسه هكذا تخرصات بعد موته حيث قال ( اريد ان اعبر عن رفضي للابادة بشكل قوي جدا ) اذن هو يعني مايفعل ! لم يكن متهورا واثناء التهام النارلجسده وهو بدلا من ان يصرخ من الم الحرق يصرخ الحرية لفلسطين الحرية لغزه! هذا المشهد التراجيدي الصادم يعبر عن وعي انساني ثقافي حضاري راقي يتمتع به مواطن امريكي شاب في مقتبل العمر ! يقابله صمت عربي رسمي مريب ويدعو للخجل ! وكم هو الفرق شاسعا وكبيرا بين من يتندر بقصة ( سميرة !!الجاموسة المباعه احوو) مع هكذا بطولة وتحدي وتضامن لانظير له بأعتباره يصدر من فتى يعيش تحت الصخب الاعلامي الهائل في قلب امريكا! هذا دليل على ان الانسان لاتموت احساساته الفطرية في نصرة المظلوم ولابد ان تصحو تلك الاحاسيس في كل الناس اذا علمنا كيف نوقظ هذا الاحساس! والرحمة والغيرة من اجل المظلومين حتما يتبعه احاسيس اخرى حسب نظرية اميرالمؤمنين ع ،حيث يقول (اذا كان في رجل خلة رائقة فأنتظروا اخواتها) وعلينا ان نتيقن ان الانسان مفطور على حب الخير والعدل والانصاف وبغض الشر والظلم والتعدي ! ان موقف هذا الشاب حاكم الحكام العرب لموقفهم الذي اقل مايقال عنهم بأنه موقف تخاذلي مخجل ! صحيح ان الشاب فقد حياته لكنه منح العالم كله وخصوصا الحكومة الامريكية صدمة قاسية حيث تتواطأ مع المحتل ! موقف الطيار الامريكي الحر يجعلنا نطمئن ان الدنيا تسير نحو الفضيلة وتدعم قناعاتنا بأنه لابد من ظهور قائد يقود جموع الصالحين لكي يقضي على الظلم والظالمين ويملأ الارض قسطا وعدلا انه بلا ريب مهدينا ارواحنا لتراب مقدمه الفدا وان قل الفدا.