السيد رئيس الوزراء مع التحية (36) :
حسن كريم الراصد ||
حركة البناء وشق الطرق الجديدة جيدة ومتسارعة ولكنها لم تضع حلولا لما تعاني منه شوارع بغداد بل أضافت عبئا أضافيا فأصبحت الأختناقات لا تطاق خاصة في مداخل بغداد . فبوابة التاجي مازالت تمثل عقدة كؤود لم تحلها الحكومات المتعاقبة ولا زياراتك وأشرافك على الأعمال فيها . أما بوابة جنوب بغداد فقد فاقمت الشركة الأوكرانية معانات الناس حتى بات المرور عبر القناة أقسى من عبور السفن لمضيق باب المندب هذا الايام بعد الاعلان عن غلق الخط السريع محمد القاسم بوجه القادمين من الجنوب لتشل الحركة تماما . أما المدخل الجنوب غربي فظل دون معالجة تتكدس السيارات فيه من الدورة الى مخرج محمد القاسم وقد يستغرق تجاوز تلك الخمسة كيلومترات ساعة كاملة وأحيانا أكثر .. تلك معانات تتطلب حلولا سريعة ومناورات ذكية فلا قيمة لمشاريع ستراتيجية تتطلب وقتا طويلا لأتمامها دون أيجاد حلولا وطرقا بديلة تخفف من معانات أهالي بغداد التي باتت خارج المألوف ولا تطاق ..
سيدي الرئيس : حاول أن تتفرغ وتقوم بجولة ميدانية حتى وأن كانت بواسطة الهليكوبتر على مداخل بغداد الأربعة لترى أن هنالك مشكلة تتطلب حلا سريعا جدا ولا يمكن أقناع المواطن بالصبر أشهرا لاكمال مشاريع مازلنا نجهل أهميتها وجدواها في معالجة الزحام . وأتصور أن هنالك حلولا يتداولها البسطاء من الناس في المقاهي و (الكيات) وتجهلها مؤوسسات الدولة المعنية والتي أنشغلت برفع رسوم طلب أجازة السياقة الى أكثر من 100الف دينار تبهض كاهل الفقير بدل تشجيع المواطنين على حيازة هذه الوثيقة المهمة بل أنها وضعت مقررات لا تجدها في دول المعمورة بعد أن توعدت بالسجن شهرين وغرامة مالية وحجز المركبة لمن لا يملك أجازة السياقة .. بالتالي فأن هنالك مؤوسسات ودوائر تتعامل بكيدية وانتقام خاصة دوائر الداخلية التي باتت وزارة للجباية والرسوم الغريبة كصندوق شهداء الشرطة الذي تجاوز رسوم بناء ملوية سامراء بحيفه وجوره على الفقراء ..المهم أن الناس تعلم أن الحل يكمن بعودة العمل بنظام الفردي والزوجي والصرامة بتنفيذه وخاصة على سيارات المنتسبين للوزارات الأمنية الذين هم من أغرقوا شوارع بغداد بسياراتهم الخاصة بعدما أصبح بأمكان اي موظف فيها أقتناء سيارة حديثة برواتب أشهر قليلة أضافة الى ما يجنى من الطرق الأخرى المعروفة للجميع .. الحل يكمن بعودة نظام الفردي والزوجي خاصة في قلب المدينة وما في ذلك من فوائد اقتصادية بتقليل هدر الوقود الذي تدعم أسعاره الدولة ولا تظن أن ذلك سيثير نقمة الناس أو يقلل من حظوظك الانتخابية المقبلة الذي بت حريصا عليها بلحاظ أن السواد الأعظم من الناخبين لا يملكون سيارات . فاطمئن وأتخذ قرارك لحين أنجلاء غبرة مشاريع الطرق والمجسرات الجديدة والنظر لفاعليتها والا فأن بغداد أضحت لا تطاق وعجز الحكومة عن وضع الحلول بات مثار الاستغراب والأستهجان..