فتوى ونخوة..!
زمزم العمران||
2024/2/27
العاشر من حزيران/ يونيو 2014 ، واجه العراق أعتى الأعداء و اظلمهم ، سيطر تنظيم داعش التكفيري على بعض مناطق شمال العراق واهمها مدينة الموصل ، فخلف هذا الهجوم الإرهابي الدمار للبنى التحتية والقتل والرعب واستباحة الحقوق والحرمات لسكان هذه المنطقة.
فلم يكن إلا ساعات قليلة ، صدح فيها صوت الحق من المرجعية الدينية العليا في العراق المتمثلة بالسيد الحسيني علي السيستاني (دام ظله الشريف) ، وهي صدور فتوى الجهاد الكفائي ، ليكون عوناً للمظلومين وليكونوا العراقيين أسياد الموقف وملوك ساحة المعركة ، التي تكللت بأروع ملاحم النصر بحول الله وقوته ، وبسواعد الاخيار من عامة الشعب والعشائر الشجاعة التي وقفت مع أبناء هذا الشعب المظلوم إلى جانب اخوتهم في القوات المسلحة مشكلين اقوى قوة عسكرية لاتهزم متمثلة بكافة فصائل المقاومة العراقية وهي “الحشد الشعبي” الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الدفاع عن أرض الوطن ومقدساته الشريفة .
هذه الفتوى شكلت منعطفاً مهماً في تاريخ العراق السياسي ، حيث أكد المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني ( دام ظله) ، على أن التطوع يجب أن يكون تحت سقف الدولة العراقية ، وليس خارج أطرها القانونية من أجل حماية الدولة من اي خروقات خارج أطارها ، كانت دعوة السيد السيستاني واضحة جداً ، بأن يكون التطوع للأنضواء في أجهزة الأمن الحكومية الرسمية ، ولم تكن الفتوى موجهة لطائفة اومذهب محدد ، بل لجميع العراقيين بمختلف مكوناتهم الدينية والعرقية ، وهذا إن دل على شيء دل على أن العراقيين يد واحدة في السراء والضراء.
لايمكن نسيان دور وفضل الشهداء والجرحى علينا ، الذين ضحوا بأنفسهم من أجل إعلاء راية الحق وقصم شوكة الإرهاب ، والدفاع عن أرض الوطن ومنع الإرهاب من استباحة حقها ، وقد خصهم السيد السيستاني (دام ظله) ،بتكريم معنوي خاص بالشهداء فكتب بخط يده رسالة تظهر عظمة منزلتهم والدعاء لهم نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
” إن لشهداء الدفاع الكفائي حقاً عظيماً علينا جميعاً ومنزلة رفيعة يُغبَطون عليها ، أسأل الله تعالى أن يحشرهم مع أنصار الحسين (عليه السلام)” .
فسلام عليهم يوم ولدوا ويوم أستشهدوا ويوم يبعثون احياء .