في معسكر الإنتظار …!
علي السراي ||
أبداً لم يكن احتفالاً كلاسيكياً صفق فيه الكثيرون وهلل وكبّر بوجوه باسمة متأملة مستبشرة منتظرة،
بل كان إحتفال عهد وبيعة وولاء …
لقد رفرفت راية الفتوى على الأجواء، فكان الشهداء حاضرون بيننا، معطرون بعبق الشهادة ووشاحها الأحمر، والحشد يصول بين أبيات الشعر ومازالت أياديهم على مقابض السيوف مرتجزاً ( وإن عُدتم ).
شاهدت فلسطين، نعم فلسطين شاهدتها في الاحتفال وسمعت غزة تتحدث على لسان المتحدثين والخطباء والشعراء، ورسالة قد وصلت من طول كرم مستنفرة ثائرة حروفها مُعمدة بدماء الاطفال على لسان أخت منتظرة لنا هناك
( شيخنا…هل حالة الجوع المذكورة في الروايات تنطبق على مايحدث الان في غزة
الناس جياع فعلا )
نعم… الكل يلهج بظهور شريك الجراح والمعاناة والآلام بلهفة وعيون شاخصة على طريق الانتظار.
سيدي يابن فاطمة، إن قالت يهود موسى إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، فليس بذنبنا، ولم نكن هناك، لم يكن الحشد ولا المحور هناك ، ولا أحفاد أصحاب الحسين عليه السلام ،
ولكنا نقول لك، أقدِم فُديت هادياً مهديا، سنخوضها معك حرباً عِضاضها معصوصبٌ بجماجم الرجال، ستكون كربلاء حاضرة… برجالها، ألقِها، عنفوانها ، فِدائها،شموخها وبالشُم العرانين دونك. والمنايا… سنُلقمها الارواح والمهج.
كُنا هناك…
أبداً … لم يكن احتفالاً كلاسيكياً، بل ثورة أمل وألم وانتظار… هكذا قرأت الوجوه التي كانت هناك … باسمةً مستبشرةً تُخفي تحت ملامحها عزمٌ وقوة وثبات، ومتى؟…
في معسكر الإنتظار، كانت البصيرة تلمع في أحداقهم، تلك التي فقدها أصحاب موسى عليه السلام فكان التيه العظيم.
براثا ومهرجان العرس المهدوي الشعباني الاكبر بولادة المنقذ أرواحنا له الفداء…
غزة مثلنا… تنتظر…
لك العهد والوعد
باقون وننتظر
يرونك بعيداً…
ونراك قريبا…
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر…