الخميس - 12 ديسمبر 2024

مغالطة “الشيعة غير مؤهلين للحكم” طمطمت حقيقة اصل الفساد !!

منذ 10 أشهر
الخميس - 12 ديسمبر 2024

غيث العبيدي ||

 

دائما ما يختصر النقاد والمحللين والكتاب وعامة الناس، سواء كانوا من السنه والاكراد بما فيهم الشيعة أنفسهم، في نقد السلوك السياسي الشيعي حصرا بعبارة ” الشيعة غير مؤهلين للحكم ” فيما ذهب الكثير من أصحاب الفخامة الثقافية الشيعية الباحثين عن الايكات والتعليقات والحالمين بالظهور الإعلامي من على إحدى الشاشات الخبيثة، لتمنحهم حق الكلام ، لابعد من ذلك بكثير واختصروها ب ” للسنه الحكم وللشيعة الخدمة”
معزين السبب في ذلك لأمرين..
الاول..
غياب القيادة السياسية الوطنية الشيعية، حسب ادعاءتهم، التي تؤمن بمفهوم الدولة !!
والثاني…
ربط القيادات والزعامات الشيعية من الرعيل الاول بالفساد، وسوء الإدارة وتحت مختلف التسميات !!
في أحد اللقاءات المتلفزة للنائب الحالي ورئيس مجلس النواب السابق، المعروف بالصراحة والاعتدال السيد محمود المشهداني قال، بما معناه إن الدول العربية لا تنظر إلى الأغلبية في العراق على أساس أن الشيعة يشكلون أكثر من 70٪ من عامة الشعب، وانما تنظر إلى الأغلبية بمنظار آخر، وهو أن هناك 21 دولة عربية بحكومات سنية، فلماذا حكومة العراق حكومة شيعية ؟
الحكومات العربية استفهمت عن كون الحكومه في العراق شيعية، ثم وضعت معالجات على مديات قريبة وبعيدة المدى لإفشال الحكم الشيعي في العراق استهلها الملك عبدالله ملك الاردن بتصريح عن”خطورة الهلال الشيعي”ثم تلتها العزلة السياسية، والتدخلات واللوبيات السياسية، وشراء ذمم بعض الجماعات داخل العملية السياسية، التي اربكت وعرقلت عمل ساسة الشيعة، وإظهروهم بمظهر العاجزين والمرتبكين والخائفين والمتواضعين سياسيا، والذين لايملكون القدرة على قيادة العراق مابعد 2003، ومن ثم بدأ عصر المفخخات والتفجيرات والاغتيالات والأحزمة الناسفة، وختموها علنا بداعش ، أما خفية فلا زالت مستمرة !!
وفي تصريح سابق لنفس النائب اعلاه ولمجوعة سياسيين آخرين، من ضمنهم ابراهيم الصميدعي، قالوا بالحرف الواحد أن الرعيل الاول من ساسة الشيعة وعلى رأسهم السيد نوري المالكي، أقوياء ورادوا بناء عراق قوي ووضعوا لأسس الرصينه لذلك .
وفي تصريح مماثل لمسؤول امني امريكي كبير، قال إن “نوري المالكي لديه هوس وطني”.
مما تقدم واستنادا للحقائق والمعطيات اعلاه، يمكننا تفنيد الأمر اولا في اعلاه والخاص بغياب القيادة السياسية الشيعية، واعتباره مجرد مغالطة إعلامية وحذلقة سياسية وسياسة تسقيطية لأهم الزعامات والقيادات السياسية الشيعية من الرعيل الاول، ومدخل لمقدمات الازاحة الجيلية السياسية التي يعمل عليها الآن .
وتحت نفس العنوان وبنفس السياق اعلاه ، ذكر معهد بروكينغز الأمريكي، في تقرير مترجم، أن أمام الحكومات العراقية تحديات كبيرة لمكافحة الفساد، وان اصل آفة الفساد لايمكن ربطها بالحكومات والنظام السياسي مابعد 2003، وتعود جذوره لحقبة البعث، عندما قام الأمريكيون بتوزيع مبالغ عشوائية وغير منظمة ولم تخضع لأي نوع من أنواع الرقابة المالية والسياسية، لتمويل عمليات اعمار العراق، بل هم من اطلقوا العنان للكسب الغير المشروع !! وفتحوا بوابات الفساد على مصراعيها ام لمقاولين وشركات الاستثمارية ومنظمات المجتمع المدني، والذين أصبحوا لاحقا جزء من العملية السياسية الحالية، بنمط جديد من أنماط الفساد الذي افتعلتة وربطته امريكا بصورة مباشرة بالنظام السياسي الحالي، بل وعملت على إقناع أكثر من 40 مليون عراقي بذلك .
وعلية وفق ما تقدم يمكننا تفنيد الأمر الثاني في اعلاه والخاص بربط الفساد بساسة الشيعة حصرا مابعد 2003، علما ان كاتب هذه السطور لا يقول إن ساسة الشيعة ملائكة، وكذلك ليسوا بذلك السوء، وانما هناك من عمل على شيطنتهم، بدواعي تسقيطية، حتى تصل الجماهير لمرحلة اليأس الشديد، وحتى يقال لاحقا أن الشيعة “”ليس مؤهلين للحكم إطلاقا””وعلى لسان الشيعة أنفسهم وهذا ما حصل فعلا.

وبكيف الله.