وحدةُ الخطِ الفكري واتصالهُ بين القيادةِ والقاعدةِ
آزاد محسن ||
من المؤكدِ أن التجربةَ العقائديةَ الرصينةَ للأخوةِ في عصائبِ أهلِ الحق متماسكةٌ جدا، ولا يمكن المساسُ بها بسببِ عواملَ عديدةٍ، بُنيَتْ على أسسٍ ثابتةٍ وقويةٍ جدا.
فالقيادةُ الحكيمةُ التي أُعطيتْ كاملَ الدعمِ من المجاهدينَ الأحرارِ، والتي ذهبتْ بهذه الحركةِ إلى القمةِ، منحتْ الطمأنينةَ لدى أفرادِ الحركةِ بقيادتِها، لأنها تُطبّقُ القراراتِ ذاتِها على نفسهِا قبلَ الباقين.
كما أن الثقةَ الكبيرةَ بين القاعدةِ والقيادةِ العليا، هي أيضا لا تقتصرُ على الإيمانِ والأخلاقِ فقط، وإنما تمتدُ الى الثقةِ بقدرتِها وحكمتِها، وفضلا عن ذلك، أن القضايا جميعَها تُطرحُ للمناقشةِ داخلَ الحركةِ، دونَ تفرّدٍ من القيادةِ “وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ” حيثُ تخرجُ معبرةً عن رأيِ الجماهيرِ الواسعةِ قولا وفعلا، وليستْ مجردَ قراراتٍ انفراديةٍ، حينَ صدورِ التعليماتِ أو القراراتِ أو الأوامرَ.
وما يُعضِّد هذا أن العقائدَ في الحركةِ، لا تُعطى كأنها كُتلٌ من الحجرِ، وإنما تُترجمُ إلى تصرفاتٍ عقلانيةٍ وإنسانيةٍ مبسطةٍ للغايةِ، قادرةٍ على النفاذِ داخلَ أيِّ تصورٍ، لذا فإن جمهورَ العصائبِ هو جمهورٌ نخبويٌ وعقائديٌ مقاومٌ، لا يمكنُ تمزيقُه أو التأثيرُ فيه من قِبلِ أيِّ طرفٍ، سواءٌ أخارجيا كان أم داخليا! ما يُعطيهم القوةَ والتكاتفَ فيما بينَهم.
وأخيرا وليس آخرا، فإن خطوطَ الاتصالِ ولغةِ التواصلِ بين القمةِ والقاعدةِ في العصائبِ، ما زالتْ حيةً قويةً بفعلِ التجربةِ الثوريةِ الطويلةِ، حيثُ يمكنُ الارتقاءُ من القاعدةِ إلى القمةِ، بشكلٍ سهلٍ جدا دونَ حواجزَ.
اذنْ، نقولُها بشكلٍ صريحٍ وواضحٍ، أنهم السهلُ الممتنعُ الذي لا يُمكنُ كسرُه أبدا.