دور الإعلام المقاوم في صد هجمات التحريف وتصحيح المسار ..
رسول حسين ||
تؤدي اليوم وسائل الإعلام بشتى أنواعها دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد من جهة والمجتمعات من جهة ثانية . سواء أكانت الرسالة سلبية أم إيجابية فالإعلام سلاح ذو حدين
إما أن يسهم في تعزيز وترسيخ القيم والعادات السليمة وإما أن يكون أداة لهدم الفكر السليم وتعزيز القيم الغير أخلاقية .
اليوم وفي ظل تغير مسار الحرب من سوح القتال والجبهات إلى الحرب الناعمة كما وصفها سابقا الامام الفقيه السيد الخامنئي حفظه الله وهي حرب التحريف والتزييف ومحاربة الفكر الإسلامي والغاية منها هدم المعتقدات الدينية والعادات والتقاليد والأعراف الإسلامية. صار من اللازم صد هذه الهجمة الشرسة وايقافها وهنا يتعاظم تأثير دور الإعلام في أوقات الحروب والصراعات الفكرية حتى باتت الكلمات والصور أخطر أثراً وأشد فعلاً من القنابل والصواريخ أحياناً لما تغيره من مفاهيم و تبدله من مواقف و تفرضه من سياسات وذلك ما قاله الإمام علي عليه السلام بأن الكلمة تحيي المهمة .
وهنا لا بد من الإشارة إلى دور الإعلام المعادي وكيفية تزييف الحقائق
ولعلي اضرب مثلاً في كيفية استطاع العالم أن يتقبل معنا ان القوة هي الحق وهذه ماقدمته إسرائيل وتمكنت منه في إحدى أشد الحروب الفكرية فتكاً حيث استطاعت إقناع العالم بغزو فلسطين وطلب العون من دول العالم بحيل مزيفة انطلت على سذج القوم . لقد استطاع الإعلام المعادي و المتواطئ محو كثير من الحقائق و مسخ العقول من خلال زرع أفكار مسمومة حتى اصبحت هذه الأفكار ثوابت اتفق عليها الجميع.
وهنا برز الإعلام الجهادي متحدياً كل الصعوبات ومخترقاً صفوف الإعلام المزييف مصححاً لكل الخراب الذي خلفه إعلام الكفر والشرك
حتى أصبح لدينا اليوم ترسانة قوية تواجه تحديات القوى الغربية بكل صلابة. وكان على رأس هذه الإعلام الشريف الإخوة في إيران والعراق ولبنان حيث استطاعوا من تأسيس قاعدة باسبط الإمكانيات ومعززين الثقة بالنفس واستعادة الروح ونشر الفكر الإسلامي السليم الخالي من القبيح و الممتلأ بالصحيح . استطاع الإعلام المقاوم أن يزود الجماهير بصفة عامة بحقائق الدين الإسلامي المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفكر أهل البيت عليهم السلام بصورة مباشرة أو غير مباشرة واستعمل وسائل الإعلام وأساليبه كافة ضمن حدود الشرع لبيان الحق ودعوة الناس وتعرية الباطل وصدهم عنه لئلا يكون للناس في البعد عن الدين حجة.
بعد أن أصبحت لدينا قاعده إعلامية مقاومة منهجها الاسلام مدافعة عن السلوك الإلهي أصبح من الواجب الشرعي محاولة خلق اجيال مقاومة بالفكر والعقل وزرع الثقة بالإسلام في نفوسهم تعتبر وسائل الإعلام من أهم وسائط التربية غير النظامية في المجتمع لأنها من أكثر الوسائل انتشارا لتعدد مصادرها وقدرتها على التأثير في وجدان ووعي المواطنين بمختلف الأعمار لما لها من جاذبية وإثارة لهم.
وتتميز بأنها تعكس جوانب الثقافة العامة في المجتمع وتشبع الحاجات النفسية مثل الحاجة إلى المعلومات والتسلية والترفيه والأخبار ودعم الاتجاهات النفسية وتعزيز القيم والمعتقدات كما تسهم في تشكيل اتجاهات المواطنين من خلال تشجيعهم على ممارسة حرية التعبير عن الرأي وتنمية وعيهم بالقضايا المجتمعية المختلفة وتحقيق الأمن والانتماء والحب للوطن.
وتقوم بالإسهام في التنشئة الاجتماعية وذلك من خلال تعليم الفرد أنماط التفاعل والسلوك الاجتماعي السليم وتزويد الأفراد وخاصة الشباب بالقيم والمعايير والعمليات الاجتماعية والإسلامية السائدة في المجتمع والتي تعمل على تحصين وحماية الشباب من الداخل ضد الانحراف بأنواعه المتعددة فهي تحصن أمنهم الثقافي . كما تسهم في غرس العقيدة الدينية وتنمية الوعي الديني لديهم كما تعمل على تطوير الخطاب الديني وإبراز الجانب الايماني والعبادات وإظهار جوانب الوسطية الإسلامية القائمة على الخير والرحمة والمساواة بين البشر ودعوة الشباب إلى فهم الدين وتنمية وعيهم بالمعلومات الدينية وخاصة في نبذ العنف والتطرف الديني وإكسابهم معايير المواطنة الصالحة في المجتمع .