الجنوب الساخن في مواجهة الكيان الواهن..!
رسول حسين ||
جنوب لبنان هذه المنطقة المتميزة بموقعها الإستراتيجي الذي يعتبر نقطة اللقاء بين سوريا وفلسطين والذي يشكل المثلث الساخن الذي طالما كان جبهة للمقاومة ضد الكيان الإسرائيلي والذي يعد بؤرة الصراع بين إسرائيل ولبنان منذ عقود من الزمن . حيث تعيش هذه الرقعة الجغرافية حالات من عدم الاستقرار الأمني جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والممارسات الغير إنسانية مؤخراً .
بعد مرور مايقرب العقدين من الزمن دون مواجهات بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي . عاد اليوم الجنوب بكل شموخ وعزة متحدياً كل الظروف الحالية متصدياً للكيان الإسرائيلي بالتزامن مع الطوفان العظيم للأخوة الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية بكل أطرافها.
و بالحديث جغرافياً عن هذه المنطقة فهي تقع في الجهة الجنوبية من لبنان تحده من الشرق سوريا ومن الجنوب إسرائيل. وتمتد من نهر الأولي شمالا مدخل مدينة صيدا من جهة الساحل الشمالي حتى الناقورة عند الحدود مع إسرائيل جنوباً ومن البحر الأبيض المتوسط غربا حتى مشارف البقاع عند مشغرة. تتوزع على الحدود الجنوبية اللبنانية ثلاثة قطاعات تعرف بـالخط الأزرق هي القطاع الغربي ويضم منطقة الناقورة والقطاع الأوسط وتعد أبرز مناطقه عيتا الشعب و مارون الراس و بنت جبيل والقطاع الشرقي الذي يعتبر الأهم إستراتيجياً إذ يضم قرى منطقة العرقوب في سلسلة جبال تطل على فلسطين. ويشمل جنوب لبنان إداريا محافظتي الجنوب التي تقع على ساحل المتوسط والنبطية التي تقع في القطاع الأوسط والشرقي.
يعتبر الجنوب اللبناني اليوم هوه مركز المقاومة الإسلامية اللبنانية وفيه تتمركز عناصر الحزب المجاهد حزب الله وحركة أمل الحركة المقاومة الجبارة. وتشكل هذه القوتين جبهة مقاومة عنيدة على مر العقود حتى صارت تبث الرعب والخوف في صفوف الكيان الإسرائيلي الواهن. وبالرغم من التضحيات التي قدمها طرفي المقاومة اللبنانية إلا أنهم لا زالوا على ثبات في مواجهة التحديات والصعوبات المتمثلة بالاسرائيليين.
و مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وفصائل فلسطينية في قطاع غزة من أجل التحرير تزداد حدة التوتر الأمني على حدود لبنان الجنوبية وسط مخاوف من اتساع دائرة المواجهات لتتطور إلى حرب مفتوحة بين حزب الله وحركة أمل مع إسرائيل . وعقب إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر ضد إسرائيل ظهرت في لبنان عدة تساؤلات حول مدى توسع العمليات العسكرية بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل جنوب لبنان لمساندة المقاومة الفلسطينية ولتخفيف الضغط الإسرائيلي عنها وفق مبدأ وحدة ساحات المقاومة .
وهذا ماحدث بالفعل بعد الأحداث الأخيرة في غزة. حيث أعلنت المقاومة اللبنانية أنها ليست على الحياد بخصوص ما يجري في قطاع غزة وباشرت بعمليات عسكرية على الحدود الجنوبية ضد الجيش الإسرائيلي الذي رد بقصف مواقع في الجنوب اللبناني راح ضحيتها ثلة من المجاهدين الأبطال ليستمر الجنوب في خط الجهاد والدفاع عن الوحدة العربية.
وبعد بدء الحرب على غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وتصاعد الاحتكاك العسكري على الحدود مع لبنان اعلن حزب الله على الدوام استهداف مواقع إسرائيلية بصواريخ موجهة على طول الحدود الجنوبية مثل موقع البياض و بليدا والمالكية و العبّاد و مسكاف عام ومناطق جنوبية أخرى. و شاركت أيضا مع حزب الله عدة فصائل فلسطينية ولبنانية منها سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية و كتائب القسام و قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية اللبنانية وسرايا المقاومة وهي كتائب لبنانية يدعمها حزب الله من غير الطائفة الشيعية. لتستمر المقاومة في أبها صورها مصدرة للعالم أسما التضحيات وأفضلها منزلة.
اعتلت الاصوات مؤخرا لتنادي بشرعية هذه المقاومة حيث صنفت كـ حرب دفاعية والهجمات التي يشنّها المقاومون دفاعية بطبيعتها. ويقاتل المقاوم دفاعاً عن استقلاله ونصرة الحق وأهله وهو يريد الحفاظ على ما يملكه وليس أخذ ما يملكه الآخرون . والدفاع عن النفس ضد اعتداء أو احتلال خارجي هو حق من الحقوق البديهية الأولية. ومن النافل التذكير بميثاق الأمم المتحدة وخصوصاً المادة 251 أو بالاتفاقات الدولية العديدة والمواثيق والقانون الدولي وغيرها لتأكيد الحق بالمقاومة والتحرير . وعندما لم تكن الدولة اللبنانية تملك الوسائل من جيش نظامي قوي وأسلحة متطورة لمقاتلة اسرائيل فقد تولّى رجال المقاومة هذه المهمة بكل عزة رافضين الاحتلال بكل صوره .
وفي حديث متصل فقد أكد بعض للإسرائيليين شرعية هذه المقاومة ولو كانوا أقلية ولو جرى اعترافهم هذا بطريقة مداورة غير مباشرة فهو حدث يحمل دلالات مهمّة ويبيّن على الأقل نجاح المقاومة في اختراق النسيج المجتمعي والسياسي الاسرائيلي. ويجدر التذكير بأن المقاومة في لبنان لم تعمل إلاّ في الأراضي اللبنانية المحتلة حصراً أو رداً على ضربات الكيان ولم تصوّب إلاّ على الأهداف العسكرية إلاّ عندما كانت تضطر لضرب المستعمرات الاسرائيلية ردّاً على المذابح الاسرائيلية بحق المدنيين في جنوب لبنان فاكتسبت بذلك أكثر فأكثر صفة المقاومة الشرعية ولم يعد ممكناً وصفها بالإرهابية في أي حال من الأحوال.
أخيراً اريد ان أختم بكلمات أسطورة الجهاد الاسلامي اللبناني الإمام موسى الصدر التي بقت محفورة بالعقول و القلوب فكان يقول الجنوب أمانة يجب أن تحفظ بأمر من الله والوطن و لا املك الاّ نفسي فأقدمها قربانا للوطن ا حياة المواطنين فالجنوب رأس الحربة ضد اسرائل و قاعدة لتحرير الأرض المقدسة .و ليس في العالم شعب صغير و شعب كبير بل شعب يريد الحياة و شعب لا يريدها فعيشنا دون القدس موت و ذل . إننا نريد لبنان صخرة تتحطم عليها مطامع الصهيونية . فكان الإمام الصدر مستشهداً بجده أبي عبد الله واضعاً شهادة الحسين عليه السلام رمزاً للمجاهدين لاستمرار المقاومة فيقول إن الحسين عليه السلام في استشهاده صان القيم و بموته احياها و رسمها على جبين الدهر . رأس الحربة ضد اسرائل و قاعدة لتحرير الأرض المقدسة .و ليس في العالم شعب صغير و شعب كبير بل شعب يريد الحياة و شعب لا يريدها فعيشنا دون القدس موت و ذل . إننا نريد لبنان صخرة تتحطم عليها مطامع الصهيونية . فكان الإمام الصدر مستشهداً بجده أبي عبد الله واضعاً شهادة الحسين عليه السلام رمزاً للمجاهدين لاستمرار المقاومة فيقول إن الحسين عليه السلام في استشهاده صان القيم و بموته احياها و رسمها على جبين الدهر .
٢٠٢٤/٣/٢