الجمعة - 21 مارس 2025

سيف العباس.. مقاوم فشهيد..!

منذ سنة واحدة
الجمعة - 21 مارس 2025

إنتصار الماهود ||

 

”نگول يا علي؟“، بهذه الكلمات وبتلك القوة والثبات، كان يبدأ كل عملياته الجهادية، التي خاضها في حربنا ضد داعش.
القائد مهدي الكناني،(مهدي خادم عليوي الكناني)، ولد في بغداد عام 1965،ابن مدينة الصدر، مدينة الأبطال المقاومين والرجال الشجعان، من أسرة ملتزمة مؤمنة، عرفت بمقاومتها لنظام البعث، نفذ اخوه الشهيد عبد الهادي، العديد من العمليات الجهادية ضد النظام المقبور حتى إستشهد عام 1998.
إتبع الكناني نهج السيد الشهيد الصدر الثاني، تقدست روحه الزكية وكان من المقلدين له، منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، ومن المداومين على الحضور لصلاة الجمعة، والتمسك بمباديء وتوجيهات الشهيد الصدر، الثائر على النظام العفلقي وطغيانه وإضطهاده لأبناء مذهبه.
إستمر الكناني بتوجهه وجهاده حتى سقوط صدام عام 2003، لتبدأ في حياته مرحلة جديدة، و صفحة جهادية جديدة كمقاوم للإحتلال الأمريكيّ، حيث كان من أول المؤسسين، للمجاميع الخاصة للمقاومة، والتي عرفت فيما بعد ب( عصائب أهل الحق)، وكان له دور بارز في معارك النجف الأشرف، ضد الاحتلال في عام 2004، تداولت الاخبار عن قوته وشجاعته، حيث أسقط بنفسه إحدى طائرات الهليكوبتر التابعة للإحتلال قرب مستشفى الحكيمة آنذاك، وبقي يقود ويخطط للعمليات الجهادية المقاومة للمحتل.
لم تغلق صفحة جهاده ومقاومته للأمريكان، حتى فتحت صفحة أخرى مشرفة في سجل تأريخه، وهو الدفاع عن مرقد عقيلة الطالبيين مولاتي زينب الكبرى عليها السلام، إثر دخول داعش لسوريا فما كان من الكناني، الإ أن يلبي نداء العقيدة العلوية في الدفاع عن أميرة الشام، ويقود أولى طلائع المقاومين المدافعين، لم يبرح مكانه، ولم يستريح لشهور عديدة والسبب الوضع الحرج الذي كانت تمر به سوريا، ولم يستطع أن يرجع للعراق حتى يطمئن، أن المرقد بأمان بعيدا عن ظلام الدواعش، خاض معارك شرسة وقوية في سوريا دبت الرعب في قلوبهم، ومزقتهم شر تمزيق، قاد محاور مهمة للمقاومة هناك وحقق النصر على أيدي أبنائها،مثل ( قيسة، الأحمدية، الزمانية، الفروسية، سبينة الصغرى والكبرى)، لقب الكناني بسيف العباس للشجاعة التي كان يحملها في قلبه وعقله وعقيدته، سائرا على خطى الكفيل وحامي العقيلة، والمدافع عنها مولاي أبا الفضل العباس عليه السلام.
أصيب برصاصة قناص في عينه اليسرى مما تسبب بتلفها، فعاد على إثرها للعلاج في العراق، ولم يكد يطوي صفحته الجهادية في سوريا، حتى فتحت له صفحة أخرى مشرفة في الدفاع عن ارض الوطن،ضد الظلاميين والتكفيريين، بدأً من سامراء حيث كان الكناني، أول القادة الميدانيين الذين يرافقون جنودهم، ويقودون المعارك للنصر، ثم تلاها جرف النصر وآمرلي والعظيم وإبراهيم بن علي والكرمة، وشارك سيف العباس في عمليات الثأر لشهداء سبايكر، حيث خطط وقاد أحد المحاور المهمة بنفسه.
لقد تجسدت الشجاعة الحيدرية والغيرة العباسية والحكمة الحسينية بهذا القائد المجاهد، الذي لم يبخل بحياته، كي يبذلها في سبيل العقيدة والمذهب والوطن، تركيبة غريبة هو، لم يعرف الخوف ولم يتسلل الشك والتردد لقلبه يوما، لم يتنافس على حطام الدنيا ولم يطمع بشيء من زينتها، فكان كل همه دينه ومرضاة الله تعالى وإتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، والسير على نهجهم وطريقهم والاستشهاد في سبيلهم.
إستشهد القائد الكناني إثر إنفجار صهريج مفخخ محمل بمواد شديدة الإنفجار في البو عجيل في 4 آذار عام 2015 ، حيث إقترب الصهريج، على آلية عسكرية كانت تقله برفقة القادة مكي الجمالي أبو صديقة، و نور الحريشاوي أبو زهراء، ليرتقوا قادتنا إثرها شهداء.

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.