يحاربون الشيعة ويقدسون اصنامهم الارهابية ..!
نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الذي يتأمل محتوى ما يتحدث به مشايخ وخطباء وكتاب وصحفيين أتباع التيارات الوهابية البدوية الظلامية التكفيرية، يجدهم يرفعون شعارات بعدم تقديس الرسول محمد ص وآل بيته، وهم بنفس الوقت يعطون قدسية وعصمة مطلقة ١٠٠٠% لكل صحابي أو صحابي الصحابي، ويعتبرون نقد الصحابي كفر ومروق وخروج من الدين.
رغم أن التاريخ الاسلامي ذكر اسماء صحابة عصوا رسول الله ص وعَلٌو أصواتهم فوق صوت النبي محمد ص، الصحابي المبشر بالجنة طلحة قال إن هلك محمد سوف اتزوج فلان زوجة أو بعض أزواج رسول الله ص، أنزل الله عز وجل نص قرآني في اعتبار أزواج النبي محمد ص أمهات للمؤمنين وبذلك قطع الطريق على هؤلاء النفر الضال، وأصبحن أزواج النبي ص بمثابة الأم يُحرم زواجها.
كل الديانات والملل سواء كانوا أصحاب الديانات السماوية أو الديانات الوضعية أو أتباع التيارات الثقافية العالمية يعطون قدسية إلى رموزهم، والعجيب تراهم يهاجم بعضهم البعض الآخر ويتهمونهم بعضهم البعض الآخر في التخلف وتقديس الرموز.
تقديس الشيء جعله مقدساً رغم أن هذا التقديس لما دون الله عز وجل وكتابه الكريم لم ولن يكون من الأمور الضرورية المهمة، هناك فرق بين التقديس وبين الاحترام والتقدير للأئمة والصالحين، احترام الأئمة أمر ضروري، بل الله أمرنا في احترام رسول الله ص وآل بيته.
على المستوى الذي عشناه على سبيل المثال، نحن نحترم المعلم والمدرس الذي علمنا ودرسنا بحياتنا الدراسية، احترامنا للمعلم هو نفس هذا الاحترام إلى الرسول محمد ص وأئمة ال البيت ع الذين علمونا الأخلاق وفهم الشريعة…..الخ.
الإسلام حرم تقديس العرب بالجاهلية للاصنام، لكن الإسلام لم يحرم احترام المعلم والمدرس والخطيب ورجل الدين والشيخ الكبير، الاسلام أحدث ثورة فكرية لدى اتباعه في الثورة ضد تقديس الاصنام والأشخاص، وتقديس الأفكار المتوراثة من الآباء والاجداد، ومن العجائب أن من أدعوا أنهم حاربوا التقديس من التيارات الوهابية السلفية واعني شيخ المفخخين احمد بن تيمية وابن عبدالوهاب هم أيضا يعتبرون معاوية ويزيد مقدسين، بل حتى بعد هلاك ابن تيمية وابن عبدالوهاب قام اتباعهم بتقديسهم وأصبحت فتاوى بن تيمية تقف ضد آيات القرآن الكريم، آية الوضوء بالقرآن نزلت في لسان عربي فصيح، محكمة وواضحة، وحسب قول بن تيمية، قال أن الرأي الصحيح لماذهب إليه الشيعة هو الصحيح لكن بما أنه أصبح شعارهم نخالف آية الوضوء وننكس الوضوء ونستبدل المسح بالغسل ههههههههه، الوهابية قدموا ابن تيمية وأحمد بن حنبل على جميع الخلق، شر البلية مايضحك ابن تيمية حسب أقواله أنه يدعي انه حارب التقديس ورفضه، لكنه يغالي في حُب معاوية ويزيد ويكذب على رسول الله ص في سبيل يبيض وجوه معاوية ويزيد والحجاج الكالحة، وشر البلية مايضحك ابتُلي بن تيمية بعد وفاته بمن جاء من اتباعه الوهابية ليقومون بتقديسه ويقدسون أقواله وأفكاره بل أصبحت فتاوى ابن تيمية تعجز دول الخليج بالقيام من حذفها ههههههه، بل دول الخليج يستطيعون تعطيل وحرف آيات قرآنية لكنهم لايستطيعون حذف فتاوي ابن تيمية.
الوهابيون حاليا ينتهجون نهج خاطيء هم يرفعون شعار تقديس ابن تيمية وابن عبدالوهاب لكونهم حاربوا التقديس حسب اقوالهم، الوهابية قدسوا أشخاص انهم حاربوا البدع ههههه تقديس من كان يحارب التقديس ههههههه نحتاج علماء اجتماع يدرسون ظاهرة تقديس الوهابية إلى ابن تيمية وابن عبدالوهاب والألباني وبن لادن، الوهابية يتبعون أسلوب تقديس داخل التقديس.
المؤسسات السعودية الحكومية والدينية يتزعمها أشخاص يصنفون أنفسهم انهم القوى الرافضة للتقديس، وهم في الحقيقة مستعدين تأويل نصوص قرانية وغير مستعدين النظر في حذف فتاوى ابن تيمية التكفيرية، ابن تيمية وابن عبدالوهاب ومعاوية ويزيد والمجرم الحجاج، يتم تقديسهم من قبل الوهابية ويرفضون نقدهم، بل يتم عمل مسلسلات تلفزيونية لتبيض صفحة الضال معاوية وابنه يزيد والحجاج، بل دفعوا أموال إلى تأليف كتب تتحدث عن فضائل يزيد بن معاوية والحجاج بن يوسف الثقفي، كتاب يدرس في مناهج الدراسة في المملكة العربية السعودية اسم الكتاب يزيد بن معاوية أمير المؤمنين المفترى عليه ههههههههههه.
علماء الوهابية لايستطيعون حذف فتاوى التكفير، ويقفون ضد كل مطالب إلى إعادة قراءة تاريخ معاوية ويزيد والحجاج وشرح حقيقة سيرتهم وتاريخهم الأسود والمظلم.
برزت أصوات مصرية لبحث السيرة النبوية ورحم الله طه حسين كتب كتاب علي وبنيه الفتنة الكبرى، الرجل تحدث عن مكانة الإمام علي ع والائمة من أبنائه واحفاده وأنهم قادة الأمة. لكن الأمة وقفت ضد وصية رسول الله ص وقتلوا ال بيت رسول الله ص.
شهد التراث الإسلامي السُني وبالذات تراث الفكر الوهابي التكفيري تقديس الأشخاص على مستوياتٍ، فشهد تقديس الحكّام والخلفاء والملوك، ومن ذلك الطاغية الحجاج بن يوسف أنه قال: «رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله؟» وقد علّق ابن كثير على كلام الحجاج فقال: «فإن صح هذا عنه فظاهره كفرٌ، إن أراد تفضيل منصب الخلافة على الرسالة».
بالحقيقة كلام الحجاج صحيح اما القول إن صح عنه كلام يحاول تبرئة هذا الطاغية الذي كان يكن الحقد على ال بيت رسول الله محمد ص.
الله عز وجل ذم بني إسرائيل «اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله»، وهذه ظاهرة وُجدت لدى بني إسرائيل، ووُجد مثلها في التاريخ الإسلامي وفي الحديث الشريف: «لتتبعن سنن من قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه».
وقد قدّس الوهابية بعض الأشخاص الذين يكنون العداء إلى محمد ص وآل بيته، ابن تيمية يقول «فمن جعل شخصاً من الأشخاص غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة… كان من أهل البدع والضلال والتفرق». والعجيب في هذا السياق هو أن يصبح ابن تيمية نفسه محلاً لهذا التقديس الذي كان يرفضه ويحذر منه.
بعد وفاة رسول الله ص حدثت مؤامرة السقيفة ومنها نتج قتل الصحابة الذين رفضوا دفع الزكاة إلى سلطة انقلاب السقيفة، نتج فيما بعد عن مقتل عثمان بن عفان وانشاق الأمة إلى معسكرين، وإن كانت بداية الانشقاق بيوم رزية الخميس، عندما رفض فريق من الصحابة كتابة النبي محمد ص وصية مكتوبة تنهي الاختلاف، واستمرت الفتن من فتنة إلى فتنة، إلى أن وصلت الى فتن الوهابية كالقاعدة وداعش وبكو حرام وفتنة حزب البعث والإخوان المسلمين المتوهبين ……الخ.
لاخلاف بين أصحاب الضمائر الحية، أن كل هذه التيارات المتطرفة سواء كانت من اتباع الديانات السماوية والوضعية، يستمدون اجرامهم من نصوص بالكتب السماوية تم تأويلها بطرق منافية للنص الإلهي الديني خدمة للحكام الظلمة المجرمين، وكذلك الحال مع أتباع التيارات الفكرية السياسية الغير دينية، أيضا هؤلاء جعلوا أقوال مؤسسي تياراتهم من المفكرين والفلاسفة نصوص مقدسة فسرت بطرق تنافي رأي المؤسس الحقيقي، كل المأولين اتبعوا أساليب التحريف والتزوير، هذه الأساليب النتنة لم تكن خافية على ابحاث علماء الاجتماع السياسي، فقد درسوا ظواهر انحراف التيارات والاحزاب السياسية الدينية أو التي تتبع مفكرين وفلاسفة لادينيين، مانراه من جرائم قتل وابادة وذبح وكذب وتدليس وبهتان كل ذلك ينطلق من معتقدات ايدولوجية تفكر بمصالح فئة قليلة من البشر، تريد تتسلط على رقاب الناس، ابن سعود لولا قطعان الوهابية لما ملك نجد والحجاز وأسس دولة في اسم اسرته، إجرام الفكر الوهابي وقتله إلى ملايين البشر صب في خدمة عائلة تسلطت على نجد والحجاز وبدعم قوى الاستعمار مولت كل مشاريع حلف الناتو وحروبه الباردة والساخنة، طيلة مائة عام كان نفط العرب يسد حاجة ٨٠% من الطاقة بالعالم، ال سعود اغرقوا الأسواق العالمية بالبترول خدمة لاسيادهم ومشغليهم، ولولا نعمة الله أن أصبحت أمريكا المصدر الأول للبترول والغاز بالعالم لبقي ال سعود يغرقون أسواق العالم بالبترول ولتم بيع البترول بحفنة دولارات لاتكفي لدفع أجور استخراج البترول نفسه من الحقول النفطية.
نختم مقالنا هذه بتغريده إلى الاستاذ المصري المستشار أحمد عبده ماهرحيث كتب التغريدة التالية، ( أي علم وأي فقه يكون لهؤلاء الذين يقدسون شخوص السلف وفكرهم مهما كان مخالفا لكتاب الله ثم لا يستحون من تقديم أنفسهم على انهم علماء ولا يطيقون ان يعارضهم احد وهم يلوذون بشعبية لهم عند الجهلاء).
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
4/3/2024