دولة غبية بأدوات ذكية ..!

حسن كريم الراصد ||

وسأثبت لكم كيف ؟؟ أريد أن أقدم على سلفة من مصرف الرشيد بصفتي متقاعد ولدي بطاقة النخيل .. ذهبت لأحد.المصارف فأخبروني بأن التقديم ألكترونيا ومن خلال موقع مصرف الرشيد .. طلبت منهم أن يقوموا بأجراءات الطلب بشكل يدوي ومن خلالهم فرفضوا وقالوا أننا بلد متحضر وقد غادرنا ذلك ودخلنا عالم الحكومة الألكترونية فلا تكن متخلفا !! عدت لأبحث عن موقع الرشيد فوجدته وبعملية مضنية ومعقدة جدا تتطلب منك أن تكون خريج الجامعة التكنلوجية قسم الحاسبات لتفهم كيف تسجل حسابا .. المهم تجاوزت هذه العقبة بيوم كامل وبمساعدة فديوات الشرح في اليوتيوب .. سجلت الدخول ودخلت الى أيقونة طلب سلفة وأذا بي أدخل بمتاهة لا تعرف بدايتها من نهايتها . عملية معقدة جدا وتستغرق وقتا طويلا ودقة متناهية فكل خطأ يعيدك الى المربع الأول وكأني العب حية ودرج !! طلبات لأمور مكررة لا معنى لها واليات في أدخال المعلومات غير صحيحة ومتخلفة حتى أني قضيت يومين دون أن أصل للهدف . فمثلا يطلب منك سنة التولد فيعود بك ألى تقويم بتاريخ اليوم وعليك العودة إلى يوم تولدك بتقليب الصفحات وقد قلبت ستين عاما لأصل لتاريخ ميلادي .. وبعد أن أدخلت المعلومات وتم الأمر وتمكنت من الوصول إلى النهاية دون أن تبلعني الافعى ضغطت تم وقدمت الطلب وانا أكاد أقفز فرحا لأفاجئ بأن : جرب مرة أخرى .. جربت مرات ومرات لتصدمني عبارة : نفذ الوقت المقرر .. وتبلعني الافعى وأعود للنقطة الأولى وهكذا على مدى ثلاثة أيام دون جدوى . فلعنت التكنلوجيا التي أدخلتني بهذه المتاهة ولعنت مصرف الرشيد وشركة النخيل وترحمت على أيام العرضحلجي وطلب مكتوب والاستنساخات الاربعة وخمسة آلاف وتنتهي القضية! فنحن لا زلنا لا نملك ما يؤهلنا لان نتعامل الكترونيا بدوائرنا ولم أجد الدولة نجحت باي مشروع لتحويل المعاملات الكترونيا ولأن الروتين والألغاز دست في البرامج بشكل مقصود فأضحى الدخول للمواقع وتقديم الطلبات عملية معقدة تتطلب خبرة صاحب اختصاص وليس متقاعد بالكاد يعرف التعامل مع هاتفه ..