جهاد مغنية ذو المظهر الانيق والباطن العميق..!
رسول حسين ||
جهاد نجل القائد الراحل في حزب الله الشهيد الحاج عماد هو الشخص الرابع الذي يغتاله الكيان الاسرائيلي من هذه العائلة المباركة التي قدمت جميع التضحيات ولا زالت تقدم فقبل والده اغتال الكيان عمّاه فؤاد ( في منطقة الرويس عام 1992) وجهاد أيضاً (في قصف على الضاحية عام 1984).
تابع الشهيد جهاد خُطى والده في الوقوف بوجه الباطل ونصرة الحق على الرغم من صغر سنّه وانخرط في الصفوف العسكرية لحزب الله منذ العام 2008 حيث خضع للعديد من الدورات التدريبيّة والقتاليّة داخل لبنان و في إيران والتي جعلت هذا الشاب اشد حدة واكثر صلابة وثبات فكان ضاهره انيق وجذاب لكن باطنه كان عميق لا يمكن وصفه فهو قد خاض الجهادين مجاهدة النفس ضد نزوات الحياة والوانها ومجاهدة العدوان والباطل.
جهاد الطالب هو ذاك المتفوق في الجامعة ليس أكاديمياً فقط. هو المحبوب من الجميع يجمع الاضداد في شخصيته بين مشاكسة اليافعين وحكمة الناضجين. كان المحور بين رفاقه قادراً على جمعهم الى كلمة سواء مهما اشتدت الظروف وكثرت التناقضات السياسية والثقافية والاجتماعية والسلاح الفعال هوه صاحب الابتسامة ودماثة الخلق والاندفاع.
الشاب الحيوي الذي عاش حياته كما العائلة خلف ستار أمني محكم خرج الى الضوء حاملاً مشعل أبيه للمرة الاولى وفيما الآلاف يترقّبون ظهور بعض من إرث الحاج رضوان أطلّ بصلابة أنْست الجموع للحظة أن الخطيب الذي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره يتيم فقد والده وقائده بصوت لا يزال صداه يتردّد في الاذهان عصف قائلاً أنا جهاد عماد مغنية.
اعتبر أول ظهور إعلامي له في حفل تأبين والده كان يبلغ من العمر آنذاك 16 عاماً وألقى كلمة بايع فيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وأكّد على متابعة نهج الشهيد الرضوان والثبات على خطّ المقاومة وبعدها استمر في الظهور والمشاركة في الأنشطة التي كانت تقام في بلدته طير دبّا في جنوب لبنان حيث ولد في العام 1991.
كان جهاد يمتلك حس الخطابة فترك لنا اروع الجمل واشدها تأثيراً لعلي اذكر منها حين قال نحن أبناء من مضى على طريق الدفاع عن حدود وطن مارايناه الا جميلا. في رسم مشهد اضاعه تجار الهكيل في السفر إلى ضفاف الخنوع والانهزام الوطن الذي نأبى ان نفارقه مهما كانت التهديدات هكذا كان كلام جهاد فهو يملك السلاحين سلاح الفكر وسلاح السلاح وبهما قد انتصر وخلّدت ذكراه.
نظراً لما شكّله الشهيد جهاد من ارباك للأوساط الاسرائيلية فصار محط للانظار وملفت للانتباه وخاصة انه نجل الشهيد عماد مغنية المخطط للعديد من العمليات التي كبّدت كيان الاحتلال الكثير من الخسائر واخترقته أمنياً ولما كان اسم الحاج رضوان متدولاً جداً بين أوساط الكيان وما شكّله من رعب وخوف وردع وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية قد نقلت عن مصادر استخباراتيةإن جهاد مغنية كان يخطط لتنفيذ عملية في هضبة الجولان تهدف إلى قتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين والسكان .
وبعد الاخبار المتناقلة عن نشاط الشهيد جهاد مغنية قام الكيان في 18 كانون الثاني عام 2015 في عملية علنية وفي وضح النهار بغارة استهدفت سيارتين في مدينة القنيطرة السورية وبعد نصف ساعة على العملية أصدر حزب الله بياناً نعى فيه ثلة من المجاهدين من ضمنهم القائد جهاد عماد مغنية ليرحل إلى جنة الخلود.
جهاد رحل رجلاً قتله عدوّ أعدّ هو نفسه لقتاله رحل مشتاقاً إلى أبيه علّه ينعم ببعض قرب منه عزّ عليه في الدنيا هكذا كان جهاد قدوة لكل شباب المقاومة ومثال يحتذى به.