ذلك الفوز العظيم..!
كوثر العزاوي ||
أشهَدُ أنّ الموت حقّ! ونهايةُ أجلٍ محتوم ولكن! أن يكونَ الموت فوزًا وخلود! فهذا يعني أن ليس كلّ موت نهاية، وليس كل موت يحقّق الخلود وهل سوى مصداق عليّ صار الموت به فوزًا قولًا وفعلا؟! يوم صدح “عليه السلام” بواهنِ الصوت في محراب الكوفة في سجدة الغرام، عندما تجاسرت ضربةٌ من شقيّ على هامة العصمة، بسيفٍ مراديّ يقطر سُمًّا وحقدًا، أملًا بوَصلِ باغية وعَدَتهُ لحظة اشتهاءٍ من ثأرٍ أو هوى دون حساب لغضب السماء، وسخط رب السماء! فجاء الردّ صاعقًا زلزل الثقلان”فزتُ وربُّ الكعبة” لم تكن كلمة عابرة إنّما قَسَمٌ لو تعلمونَ عظيم! زفرةُ عشقٍ نفثتها روح “عليّ” في غمرة غيلةٍ من لَعينٍ أصابت قلب الشريعة، وعليّ على علم، ولطالما عاش مترقّبًا لهذه اللحظة مذ سأله حبيبهُ المصطفى يوما ما قائلا: { ياعليّ!، مَن أشقى الأولين؟ قلت: عاقر الناقة يارسول الله، قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا علم لي يا رسول الله. قال: الذي يضربك على هذا وأشار بيده على هامته فيخضّب هذه من هذه يعني لحيته من دم رأسه} ومنذ ذلك اليوم وهو يقول: (وددت أنه قد انبعث أشقاها)-شرح نهج البلاغة-.
وها قد انبعث أشقاها أشقى الآخرين، وتحقق ماأردت مولاي في فجر اليوم التاسع عشر من رمضان سنة أربعين للهجرة عند صلاة الفجر، ليهوي بن ملجم المرادي الخارجيّ بشجّ هامة الإمامة في مسجد الكوفة! ليت ذلك المجرم عرف معنى الموت بنظر عليّ!! فوالله! أنّ الموت عند عليّ بن أبي طالب “عليه السلام”بشيرُ خيرٍ لا نذير شؤم، وفوز عظيم لاخسران مبين، وخلود لانهاية له!!إنها الخاتمة التي تليق بوليّ الله ووصيّ حبيبهِ، فما أبهى الشهادة في هيئة عشقٍ ساجدة، إنه المظهر الأمثل والسّمة الأسمى لمراتب التوحيد والعبودية، ومنها بدأ عليّ الحياة وبها خَتم، إنّه عليّ وكفى!
١٩-رمضان-١٤٤٥هج
٣٠-آذار-٢٠٢٤م