الجمعة - 03 مايو 2024
منذ شهر واحد

حسن كريم الراصد ||

النظرة الضيقة وعقلية المؤامرة ومن وراؤهما منهج التسقيط الحزبي بلا مروءة ولا ضمير لازال يسيطر على المشهد .

. وخير مثال لذلك الهجمة الصبيانية على السيد عمار الحكيم بعد زيارته للعربية السعودية التي تشاركت فيها عدة جهات من الأقسام الثلاثة أعلاه . فمنهم حكومية أثارت قضية شارع سدة الناظمية بتوقيت يثير الشك .. ومنهم صبيانيه لا يرون الا ما تحت أقدامهم ونسوا أن السياسة تقوم على المصالح ولا أظن أن الحكيم ذهب لمصلحة شخصية أو مكسب شخصي فهو ليس بحاجة لذلك والبلاد بحاجة للأنفتاح في محيط مضطرب لا يقر له قرار وهذا المطلب لطالما تردد في خطب الجمعة المركزية والتي حثت على التواصل مع الجوار في أحلك الظروف وعندما كانت مفخخات ذلك الجوار تبطش بمدننا وذلك لمعرفتها بأن العراق ليس في كوكب آخر بل محاط بجيران يجب أقناعهم بأن تجربته لا تمثل خطرا عليهم ولعمري كيف يقبل البعض بأنفتاح أيران على السعودية ويرفض ذلك للعراق الذي هو بأمس الحاجة لتنقية الأجواء ودفع الشرور .

أما القسم الثالث فهم مجرد صبيان لا يفقهون شيئا من فن الممكن وهم يمتدحون بعاطفة ويذمون بعاطفة وهم ممن يرون شرار قومهم خير من خيار غيرهم فتراهم يرون اي فعل يأتي من جهتهم فتح ومنقبة ونفس الفعل أن قام به غيرهم يرونه خيانة وعمالة وفجور .. وهكذا تقاس الأمور في العراق بعد أن فقدنا المعيار بالحكم على الحوادث وتركنا المسطرة التي نقيس بها الأفعال فأصبح للجميع منبرا يجرح فيه من يشاء ويعدل من يشاء دون خوف من الله ولا وازع من ضمير ..

نحن في شهر كريم فلنتق الله ( ولنكره ونحجي ونحب ونحجي ) ولنكن فرسان حتى في خصوماتنا وتحزبنا وأن نعدل في الحكم فذلك أقرب للتقوى .. وأخيرا فأن أجبن الناس من يتقي البعض خوفا من بطش رهطه ويذهب بعيدا في نقد وشتم من ليس له جماعة يخشى صولتهم..

وأن العاقل من يتسع عقله للجميع ويحب الجميع وأن أختلفوا في الجزيئيات ما دام يراهم أتفقوا على الكليات المعلنة ولو ظاهرا فالله من يعلم ما تخفي الصدور ..