العراق وجدلية التمايز بين التشيع الوطني العربي، والتشيع المذهبي الايراني !!
غيث العبيدي ||
هناك رغبة حقيقية من بعض التيارات الإسلامية في العراق، تقوم على أساس التمايز بين شيعة العراق، وشيعة مابعد الثورة الإسلامية في إيران، لتذويب شيعة العراق وانخراطهم في النسيج المجتمعي العربي، لاعتبارات عربية وقومية من جانب، ومن اخر لرفض التشيع بنسخته الإيرانية العقدية المذهبية، القائم على التمدد والهيمنة والتبشير !!
ومن الواضح جدا من خلال ماشهدناه وعاصرناه وسمعنا به، من متبنيات لأصحاب تلك الرغبة، ومواقفهم وخطاباتهم ودعواتهم، أن مفهوم التشيع العربي العراقي، قائم على أساس التقاطعات الكبيرة، وبدون أدنى مستوى للمشتركات بين التشيع العربي العراقي والتشيع الصفوي الإيراني !!!! لرفض الاسلام السياسي العراقي المرتبط بطريقة أو أخرى بالتشيع الإيراني، الهدف المعلن: لارتباطهم أو ادعائتهم وإظهار ملامحهم بالفسدة والمفسدين، أما الهدف الأهم والغير معلن وربما يكون الاهم كمحور ارتكزت عليه كل تلك الأحداث، هو تصدير ذاتهم كمرجعية عربية لاحقة وشاملة وموحدة، لمختلف التشكيلات الإسلامية الشيعية ليس في العراق فحسب بل بعموم العالم العربي الإسلامي !!
من يشفع لهم أو هكذا يرون أنهم سيصبحون اهم دوائر التفاعل السياسي العربي، بدواعي توظيف الطرح المذهبي على أساس وطني وقومي لا على أساس مذهبي عابر للحدود، للحفاظ على الهوية الوطنية وانتماء الأفراد لاوطانهم وبذلك ستتخلص الأنظمة السياسية العربية والإسلامية من كل أشكال المعارضة الشعبية الشيعية، والقبول بما تقبل به الأنظمة السياسية حتى وان كان يخالف الشرع والقوانين الإسلامية !!
حالة الدراسة اعلاه تشبة تماما التشيع الاذري القومي العلماني الغير تبشيري، فهل من الممكن أن ينتهج التشيع في العراق وفقا لتلك المتبنيات والرغبات والدعوات، من تشيع مذهبي تبشيري لتشيع قومي علماني ؟
وبكيف الله •