الاثنين - 24 مارس 2025

الردُّ الإيراني؛ ما الردُّ وما الوعدُ؟!

الاثنين - 24 مارس 2025

محمود وجيه الدين ||

2024/4/9م

الإعتداء الذي قام به العدو الإسرائيلي على القُنصلية الإيرانية في دمشق مما أدّى إلى استشهادِ قادة في فيلق القدس الإيراني ومِن أبرزهم الشهيد اللواء محمد رِضا زاهدي وعددٌ مِن الأفراد ومِن السوريين أيضًا،وهذا قد ألَزمَ وأوجب القيادةُ المعنيّة الإيرانية وعلى رأسهم من تصّدرُ في إعلان الردُ الموعود به، وهو القائد الأعلى للقواتِ المُسلّحةِ الإيرانية الإمامُ السيّد علي الخامنئي (دام ظِلّه) وقرارهُ ووعدهُ خصوصًا هو آتيٌ حتمًا ولا جِدال فيه ولا نقاش ، ومِن ثُمَّ تصريحات القيادة السياسية والقيادةُ العسكرية في الحرسِ الثوري الإيراني، وإلى توقّعات ومؤشرات التحليلات لكبار المُحللين العسكريين في العالم عن حتميةِ الردّ الإيراني، وهذا قد أدّى إلى استعداداتٌ إسرائيلية متنوعة وانتظارٌ إسرائيلي بكُلِّ لغةِ القلق والإحتمالات لسيناريوهاتِ الردُّ الإيراني القادِم لا مُحاله.

والتقديرُ السياسي والعسكريُّ في الردِّ الإيراني القادم هو كالتالي :

1 – إنَّ العدو الإسرائيلي شرَّع لنفسهِ القيامُ هو بالإعتداءِ المُباشِر بإرداتهِ وفَتح لهُ بابًا لا يستطيعُ إغلاقهُ، فإذًا الأن عليه أن يتحمَّل تبِعات ذلك مِن الجمهورية الإسلامية في إيران وكما يقولُ تعالى: {فَمَنِ اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ} وكما تُدينُ تُدَان أو دِنتُه بِما صنع!، والجمهورية الإسلامية في إيران يَشهدُ لها العالم في شأن الإعتداء، بإنَّ ردّها حقٌّ مشروعٌ ولازِمٌ أن يُنفّذ، لدرجةٍ إلى أن تُبِعدَ أمريكا نفسها مِن مسؤولية الإعتداء الإسرائيلي وتَطلبُ مِن الجمهورية الإسلامية في إيران عدمُ استهدافُ مُنشآتِها الأمريكية.

2 – الردُّ الإيراني القادم والحاسم مِن موقعهِ المؤثر سيكونُ-إن شاء الله- جزءٌ جديدًا وتأريخيًًا وربما فصلٌ تأريخيٌ جديد، فأينما كان ستكونُ لهُ نتيجةٌ مُحتملة إمَّا اصابةُ الهدفُ مُباشرةً و الإسرائيلي لا يقومُ بِالردِّ الملحقُ المُباشر على الردِّ الإيراني ، وإمَّا يكون إصابة الهدفُ وبشكلٍ مؤثر ، والإسرائيلي يقومُ بالردِّ ربما مع مساندةِ الأمريكي وربما لا، وهذا باعتقادي من المُستبعد جدًا في ظلِّ ما يحدثُ في غزة وفلسطين، وإن حدثَ هذا سيفتح البابُ لاِستمرارِ عملياتِ الردُّ والإنتقام بين الإسرائيلي والإيراني إلى أجلٍ مُسمّى وهذا ما يُسمّى علنًا فتح جبهة عسكرية إقليمية هامّة مؤثرةٌ جدًا على المستوى السياسي في المنطقة والعالم.

3 – الدورُ الأن الذي يَلعبهُ إعلان «الوعدُ الإيراني القادِم» لهُ نقاطٌ كثيرة رُغمَّ أنّها الفترة قصيرة لكن تم كسِبَ نقاط سياسية وعسكرية لصالح الجمهورية الإسلامية في إيران، بِما يُشبَّهِ الآتي: الكُرة لدى الفريق الإيراني وهدفُ الفريق الآخر مفتوحٌ رُغمّ أن حارِسهُ موجودٌ لكِنّهُ مُنهكٌ تاعبٌ، والدفاعُ والوسط والهجوم لدى الفريق الآخر لا طاقة لهم، مُرهقون ومُتفرِّجون للكرةِ متى ستدخُل الهدف وتُسدَّد؟ ومُنكسرةٌ معنوياتهم وأجسامهم وليس لديهم حيلة يفوزون بها هُنا، وأصبحوا قلقون أعصابهم عصبيّة بشدة وعقولهم تالفة ويتلدَّدون، وينتظرون ويقومون باحتمالاتٍ عن اللاعب الإيراني متى سيُسجِّلُ الهدفُ أو الأهداف؟ وفي أيِّ دقائق؟ وفي أيُّ زاويا من مساحةِ الهدف؟ وامثال هذه الأسئلة التي تحدثُ على الواقع السياسي والعسكري والإعلامي فالجوابُ: الزمانُ والمكانُ المُناسبين في ظلِ مناخٍ مُناسب ولحظة مفاجئة ومباغتةٌ للإسرائيلي ولهُ الويلُ والأليل.