ماذا وراء جولة وزير الخارجية الايراني في المنطقة ؟!
فهد الجبوري ||
مصادر ايرانية : طهران تلقت رسالة من واشنطن تدعو لخفض التصعيد وعدم مهاجمة ” إسرائيل ”
يقوم وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان بجولة في عدد من بلدان المنطقة قادته حتى الآن الى سلطنة عمان وسوريا ، ومن المقرر ان يزور لبنان في وقت لاحق .
وتأتي هذه الجولة في ظل تصعيد خطير في المنطقة بعد الهجوم الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق والذي ادى الى مقتل عدد من الاشخاص بينهم قادة كبار في الحرس الثوري الايراني.
وقد اعلنت الجمهورية الاسلامية الايرانية في اعقاب هذا العدوان السافر عن عزمها على الرد على الهجوم الاسرائيلي الذي يعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة الذي يحظر تعريض المقرات الدبلوماسية الى الخطر والعدوان .
وكان مستشار المرشد الاعلى للشؤون العسكرية اللواء يحيى صفوي قد أعلن ان ” السفارات الاسرائيلية في العالم لم تعد آمنة بعد الهجوم على القنصلية الايرانية بدمشق .”
وسائل الاعلام العالمية غطت جولة وزير الخارجية الايراني التي بدأها بسلطنة عمان التي اشتهرت بالوساطة بين ايران والولايات ، فيما تحدثت تسريبات ان زيارة عبداللهيان لها علاقة بخفض التصعيد في غزة .
قناة الجزيرة نقلت عن مصدر ايراني مقرب من الخارجية الايرانية- اشترط عدم الكشف عن هويته- ان طهران تلقت رسالة من الولايات المتحدة تدعو لخفض التصعيد وعدم مهاجمة إسرائيل ، وذلك ردا على رسالة ايران السابقة بخصوص عزمها مهاجمة الاراضي الفلسطينية المحتلة بشكل مباشر .
وقال المصدر الايراني في حديثه مع الجزيرة ان ايران اشترطت لتراجعها عن عملياتها في العمق الاسرائيلي ضمان واشنطن هدنة دائمة وفورية في غزة وعدم تنفيذ الجيش الاسرائيلي الهجوم المزمع على رفح .
ويضيف قائلا ” أن دبلوماسية الرسائل السرية والوساطة الاقليمية لم تثمر بالكامل بعد ، الا انها قطعت شوطا يمكن التعويل عليه لوقف العمليات العسكرية في غزة خلال الفترة المقبلة ” ، ويشير الى ان الشروط الايرانية ” لا تعني تخليها نهائيا عن الانتقام لضحاياها من الكيان الصهيوني ”
وقالت قناة الجزيرة ايضا ان السفير الايراني السابق في النرويج وسريلانكا والمجر عبدالرضا فرجي راد يرى ان جولة عبداللهيان الاقليمية على صلة مباشرة بالمفاوضات- عبر وسطاء غربيين واقليميين-مع الولايات المتحدة ، مضيفا ان بعض الاوساط غير الرسمية تتحدث عن محفزات امريكية لثني ايران عن مهاجمة إسرائيل مقابل معادلة جديدة تضع حدا للعمليات العسكرية على سوريا والتراجع عن مهاجمة رفح .
كما يرى الدبلوماسي الايراني السابق ان هناك ضغوطا امريكية وراء سحب إسرائيل معظم قواتها العسكرية من قطاع غزة مؤخرا ، مشيرا الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ظهر في خطابه الاخير يوم الاحد محبطا وفاقدا للأمل باستعادة الاسرى المحتجزين لدى حماس ، وأمسى يستجدي صفقة مع حركة المقاومة الفلسطينية.
وفي هذا السياق ، اشاد الرئيس الاسبق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني حشمت الله فلاحت بيشه ، بدبلوماسية بلاده لتفويت الفرصة على اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يسعى لاستدراج ايران الى حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة ، معتبرا ان الرد الايراني المباشر في التوقيت الراهن يصب في مصلحة تل ابيب