جامعة تل ابيب الاسلامية مؤسسة أستخبارية اسرائيلية لزرع الفتنة بين العرب والمسلمين
أ.د.جاسم يونس الحريري ||
بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
للاتصال بالكاتب:- [email protected]
وضع الموساد خطة خبيثة لتهويد الإسلام، ومن عناصر هذه الخطة تأسيسه لجامعة تل أبيب “الإسلامية” التي تم إنشائها سنة ١٩٥٦ من القرن المنصرم ، وبدأ التدريس فيها اعتباراً من تلك السنة،أي منذ أكثر من ثمانية وستين عاما.فهو الذي يشرف على تسييرها وتعيين طاقمها العلمي وانتقاء المنتسبين إليها بعناية بالغة لا تحتمل الخطأ ولا تسمح بتسلل الغرباء من غير المرغوب فيهم كما جاء في ((ميثاق تأسيس الجامعة))، فهي “جامعة إسلامية” مفتوحة للطلاب اليهود دون غيرهم بل لايسمح دخولها لبعض الطلاب اليهود ممن لا تُؤنس منهم حماسة للتعاليم الدينية حفاظا على خطها التوراتي الذي وُجدت من أجله.وتمثل جامعة تل أبيب الإسلامية، ذراع أخرى أسسها الموساد الاسرائيلي،وهو المسؤول عن اختيار الطلاب المقبولين في صفوفها والذين يعتنقون الديانة اليهودية حصرًا، أي انها جامعة ((مغلقة)) وليست مفتوحة، إضافة لتعيين الأساتذة بدقة بالغة، وغالبًا ما يكونوا على ارتباط وثيق بهم، وتحديد المواد التي سيتم اعتمادها، مما يطرح علامات استفهام حولها تثير الريبة، فما هي دواعي تخصيص جامعة لتدريس الديانة الإسلامية في”مجتمع يهودي”؟وما الغاية التي يريد الموساد الإسرائيلي تحقيقها وراء ذلك؟حسب ما ذكر على الموقع الرسمي((العبري)) للجامعة فهي عبارة عن “دفيئة مميزة للقاء بين الأديان، تهتم بدراسة العلوم الإسلامية والشريعة، والثقافة العربية والإسلامية وتاريخها، واكتساب المعرفة العلمية والتطبيقيَّة في موضوع اللغة العربية الفصحى القديمة والحديثة، وهي تنظم على مدار السّنة فعاليات متعددة ومثيرة للاهتمام ومجانيّة للقيام بدورات تدريبية وجولات ميدانية للبحث أكثر في هذه الملفات”.وبالنسبة للمواد المعتمدة ومجالات البحث، تقوم الجامعة بتدريس المواد “المساقات” حيث يدرسون فيها مختلف العلوم الإسلامية ، من عقيدة ،وتفسير ،وحديث ،وفقه، ولغة عربية ، من وجهة نظر يهودية ، ووجهة النظر اليهودية عن الإسلام معروفة.وكما ياتي:-الصهيونية و((اسرائيل))من وجهة نظر إسلامية، أصوليون مسلمون بمنظور مقارن،العلاقات اليهودية- الإسلامية، الشريعة والعقيدة الإسلامية في أوروبا، التخصص في الإسلام السياسي الشيعي، اللهجات العربية في منطقة الجليل وقواعدها،البحث في المخطوطات القديمة وارتباطها بالأدب اليهودي القديم والآداب العالميَّة، الترجمة من العربية إلى العبرية والتركيز على مساق “من روبنسون كروزو إلى هاري بوتر: تحديات الترجمة من اللغات الغربية إلى العربية”، المجتمع والدين بمنظور الأدب والسينما.تعمل هذه الجامعة وبشكل ممنهج ودقيق على إعداد “مبلغين” و “دعاة إسلاميين” مؤثرين وتدعمهم للبروز على الساحة العالمية، خاصة في خضم الأحداث التي تثير الجدل الاقليمي و الدولي، ولعل أبرز هذه الظواهر “رجال الدين” الذين واكبوا أحداث ما يسمى “بالربيع العربي” عام2011 حيث أصدروا الفتاوى “باستحلال دم المرتدين”، وللمفارقة ان هذه الفتاوى لطالما كانت تتوافق مع الرؤية الإسرائيلية. وعندما تدخل الموقع الالكتروني لجامعة تل أبيب “الإسلامية” فهو موقع يستخف قليلي الفهم ويسوق الوهم ويلعب على وتر“اللقاء بين الأديان”،ويحاكي خطاب القائمين عليه خطاب أسلافهم وأشياعهم في تذكير المسلمين بما يسمونه الصفحات المشرقة من تاريخ((التواصل اليهودي الإسلامي))!!! الذي ينبغي -كما يقولون- أن يتجدد بعيدا عن “ثقافة التعصب الديني” التي لا تخدم مستقبل العلاقات اليهودية الإسلامية. يخضع طلاب الجامعة لـ ((دورات)) خاصة يتدربون فيها على كيفية الحياة بين المسلمين ، والتعامل معهم ، والتحايل عليهم وخداعهم ، وتستغرق هذه الدورات التدريبية وقتا طويلا من الدراسة.ويشرف على تدريبهم علماء نفس وخبراء اتصال ،وعلماء اجتماع ،وسياسة يتخرج الطالب من الجامعة وقد تثقف ثقافة إسلامية وشرعية وفقيهة وعلمية من وجهة النظر اليهودية للإسلام.ويكون هذا الخريج مرتبطا ارتباطا عضوياً بالموساد،ومدرباً معه تدريبا استخباراتياً عالياً.أي يصنع الموساد هذا الخريج صناعة ، ويعده إعدادًا خاصاً.يجعل الموساد هذا الخريج ينتحل صفة(( شيخ مسلم ! ))ويقدمه بوصفه “عالماً كبيراً “يعطى هذا الشيخ المزعوم اسماً إسلامياً.يجهز الموساد لهذا((الشيخ الخاص ))مكان عمله الاسلامي بدقة استخباراتية متناهية!!!يتواصل هذا الشيخ مع المسلمين،ويعيش معهم ، ويتجسس عليهم ، ويقدم كل شيء عنهم للموساد أولاً بأول.يكون اسم هذا الشيخ الجليل [ !!!! ] مبهماً: كأن يقال له أبوعمر الشامي ، أو أبوعلي المغربي ، أو أبو بكر البغدادي !!!، وهكذا. يصدر هذا الشيخ فتاوى ((إرهابية ))خاصة ، يعدها له الموساد ، لتشويه صورة الاسلام الحقيقية.قد يطلب الموساد من هذا الشيخ تأسيس منظمة(( إسلامية جهادية ))!!! يجند فيها أناساً مخصوصين.قد تقوم هذه المنظمة ((الجهادية))!!! بعمليات يخطط لها هذا الشيخ الذي غرسه الموساد في المكان المطلوب.