غزة تصنع المستحيل..!
بغداد ـ علي الحسني ||
تكلمنا في مقال سابق عن الجبهات التي تساند الجبهة الفلسطينية في حربها ضد الكيان الإسرائيلي الغاصب وفصلنا في طرق الاسناد لكل جبهة من هذه الجبهات وكيفية إدارة المعركة في كل واحدة على حدة الجبهة الفلسطينية ودورها وجبهة حزب الله وإشغالها للعدو وجبهة أنصار الله في البحر الأحمر والجبهة العراقية وقصف المناطق الحيوية داخل الأراضي المحتلة والجبهة الإيرانية ودورها الاستخباري وفصلنا القول في كل واحدة منها
واليوم نتكلم بشيء من التفصيل عن كيفية إدارة المعركة في مناطق المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني المجرم
وفي بداية الأمر لو نظرنا إلى الفروقات بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي سنجد تفوق واضح لذلك الجيش بكل شيء
١ الحلفاء : أن حلفاء تل أبيب هم واشنطن و لندن وبعض العرب وغيرهم الكثير والذين يقدمون الدعم العسكري بمختلف أنواعه لجيش العدو أما حلفاء غزة فهم طهران وفصائل المقاومة والتي تقدم لها الدعم الكامل لكن ما تملكه طهران بالتأكيد ليس مثل ما تملكه الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها .
٢ العدة والعدد : لا يخفى على أحد أن الجيش الإسرائيلي يتفوق على فصائل المقاومة الفلسطينية بالعدد وكذلك يتفوق من ناحية التسليح كالدبابات وطائرات وصواريخ وغيرها الكثير أما فصائل المقاومة الفلسطينية فلا تمتلك نصف ما يمتلكه ذلك الجيش المجرم من الاسلحة المدمرة .
ومع كل هذه الفوارق تمكنت فصائل المقاومة من الصمود طيلة هذه الفترة أمام أداة القمع الصهيونى وذلك من خلال الإدارة الذكية لهذه الحرب
فالجيش الإسرائيلي جيش تقليدي لكن فصائل المقاومة ليست جيوش تقليدية فمن الطبيعي تكون حربها مع العدو غير تقليدية
فتل أبيب عندما قررت خوض الحرب البرية اطلقت على جيشها رصاصة الهزيمة وذلك لأنها لا تحارب جيش نظامي أو تقليدي ولا ينفع معه التفوق العسكري بالعدة والعدد وإن مجرد دخول قوات العدو إلى قطاع غزة لا يعني ذلك الانتصار والتفوق في الحرب بل في بعض الأحيان أنت تسحب العدو إلى أرضك حتى تقاتله كيف ما تريد و بإسلوبك أنت لا بإسلوب العدو أو كيف ما يريد هو
وهذا ما فعلته فصائل المقاومة الفلسطينية حيث كانت تنتضر على أحر من الجمر انطلاق الحرب البرية حتى تستدرج القوات الغازية وتنفذ كل ما خططت له وتصطاد جنود العدو في شوارع غزة وتجعل آلياتهم قبورهم وتستنزف الجيش الإسرائيلي بحرب عصابات غير تقليدية ولم يعتاد عليها الجيش الإسرائيلي
فالخلية القتاليّة الواحدة لفصائل المقاومة تتألف من شخصين إلى خمسة أشخاص إلا في بعض الحالات التي تستلزم عدد أكبر
وهذا يعني أن قوات العدو عندما تتقدم لا تجد جيش أمامها وتقاتله بل تجد أمامها كمين محكم من خلية جهادية فتكبد القوة المتقدمة خسائر ليست بالقليلة هذا إذا لم تكن الخسائر كلية ثم تنسحب هذه الخلية إلى عقدتها القتالية وقد نفذت المطلوب منها على أكمل وجه
وتعتمد هذه الخلية الجهادية على عنصرين مهمين هما : أولهما عنصر المفاجاة للقوات المعادية وثانيهما عنصر القوة بالضربة الأولى التي لو اخفق فيها المجاهد عرض حياته وحيات زملائه للخطر وبالخصوص مع دبابات الميركافا فلذلك تكون هذه الضربة ضربة مؤثرة بدرجة كبيرة .
وبهذه الطريقة العسكرية نجحت المقاومة الفلسطينية من الصمود وإلحاق الخسائر الفادحة بالجيش الإسرائيلي ومنعه من التقدم وتحقيق أهدافه التي اعلن عنها في بدايات معركة طوفان الأقصى
ولقد شاهدنا كيف يخرج المجاهد من النفق ويستهدف آليات الاحتلال ويدمرها تدميراً كلياً أو جزئياً ثم يعود سالماً إلى مركزه وكذلك شاهدنا كيف تقوم الخلية الجهادية باستدراج قوة إسرائيلية إلى نفق من الأنفاق ويقضى عليها بالكامل داخل هذا النفق ومن أمثال ذلك الكثير والكثير ومع كل ما يجري على أرض قطاع غزة مازالت الرشقات الصاروخية الفاعلة والمؤثرة تنطلق من مختلف المواقع وإلى يومنا هذا
ومع هذا الصمود الذي لا مثيل له ما علينا إلا انتضار النصر المؤزر بإذن الله هذا النصر الذي سيكون لفصائل المقاومة الفلسطينية بشكل خاص ولمحور المقاومة بشكل عام .