سلسلة…”3″ الإنسانُ والفَلَك..!
منتصر الجلي ||
9 أبريل 2024.
وهكذا تكون دورة الحياة، أيام تلوا أخرى، هِبات إلهية، ونفحات ربانية، يهبها الخالق العظيم للبشر، للإنسان، لعله يطهُر من آثام وذنوب السنوات..؛
من تلك العطايا شهر رمضان، محطة الأرواح ولقاء العاشقون لربهم على رحلة الشهر الفضيل، شهر الرحمة الذي خصه سبحانه بخصوصيات جمَّة، وما فضَّل فيه لعباده من ألوان الطاعات والعبادات والقُربات الإلهية العظيمة، شهر تزكى فيه من تزكى، تُغلق الليلة أبوابه
التي وقف أمامها المسلمون طيلة ثلاثون يوما من
الصيام والقيام وتلاوة القرأن ومختلف النُسُك
والطاعات.
شهر آيات من آيات الإله العظيم، تفرَّد به اليمنيون هذا العام تفرُّداً ميِّزهم عن بقية أهل الشهر من أمة الإسلام قاطبة، تميز اجتماع فريضتان فريضة الصوم، وفريضة الجهاد، فكان الخير كله، قد حط رحاله على أهل اليمن وشعبها، خاصة في ظل قائد حباه الله من العِلم اللَّدُنِّي، وفصل خطاب الحكمة وزمام الموعظة، هذا القائد البدري الهاشمي،السيد:عبدالملك بدر الدين الحوثي(يحفظه الله) جعل من الشهر الكريم باب من أبواب الجنان، وروضة شاهدة، ونفحة لن تجدها في بلد غير بلد الإيمان والحكمة.
إن الآيات المُحكات في شهر الصوم خرجت ناطقة، تجسدت على لسان السيد القائد وكأن القرآن يُتنزَّل طريا مع ليال شهر المبارك، تلك الآيات التي أصابها جمود مئات السنوات من عصر الإسلام الأول، تدبُّ بها الحياة، تخرج ساطعة عن تكدس الدهر، تجري في شريان الإنسان، من جديد تلامس روحه، أفكاره، مشاعره، يخاطب بها الوجدان، ذات الإنسان في مجمل حياته، وشؤونها جماعات وأفرادا.
تجلت أسرار حروف القرآن حرف عن حرف وآية من آية، كل فاصلة ووقفة، ورسم لهذا الكتاب المقدس، صارت أعلام على حقائق، حقائق الكون والإنسان والمقصدية، حقائق التشريعوكيفية الكون، وماهيِة الوجود وأصل الإنسان ووظائفه، جملة من البديهيات العُظمى التي قُدمت من خلال رجالات ومفكري الغرب، ودارسيهم في العصر الحديث، مما يتعلق بالكون وغيرها والتي قُدمت للقارئ والدارس الغربي والعربي، أنها شكل من أشكال الصدفة والتكوُّن الإيديلوجي، التي أوضح القرآن الكريم ومن خلال قرينه، أن الحقائق تختلف، وأنها في علم الله بالصورة الصحيحة التي عرضها في أسرار الكتاب الكريم، مما يستدعي النظر و العقل إلى العودة والتنقيب من جديد عن كل تلك الأشكال التي رسمت في قوالب الغرب، وأخذها من معطيات قرآنية في دراسات تتبناها للبشرية من جديد، حسب ما أوضحها السيد المولى في محاضراته الرمضانية لهذا العام.
إن الهدى الإلهي ومن شواهد بالغة أثبتها النص القرآني قادر على أخذ كل تلك النظريات الغربية وغيرها، في جميع المحتويات العامة، من فلسفة، وعلم اجتماع،
وأفكار سياسية واقتصادية، وتوجهات عقلية ولبِنات لغوية، وأفكار ذات مضامين معينة، جميعها وجدت وأوجدها القرآن الكريم، دون شك في ذلك، وهنا نجد
أنه يجب أن يتوجه الفكر الإنساني دون حصر إلى اتباع هذا الكتاب العظيم، في دراسة عظيم تلك الآيات وفق مضامينها الإلهية وكشف بيناتها عبر تجليات ومحكمات
القول السديد.