حساباتنا وحسابات الحائك ..!
حسن كريم الراصد ||
تدبروا وانظروا من ينتظر رد أيران بلهفة وحماسة ولماذا ؟
اول وأشد المنتظرين هم أذناب البعث وبقاياه المتعفنة في الداخل والخارج الذين يعتمر في صدورهم حقد لا يزول على أيران..
وثانيهما أولئك الطائفيون الذين ما برحوا تملأ قلوبهم الضغينة وعقولهم الأوهام بزوال نظام الحكم الإسلامي في أيران ..
والثالث فريق رسمي هو حكام العرب الذين ينتظرون ذلك الرد بفارغ الصبر .. وهؤلاء الثلاثة ينتظرون الرد الإيراني ليأتي رد من تل أبيب وواشنطن يدمر ايران وينشر الفوضى فيها ويسقط حكومتها الشيعية يسوقهم بذلك اوهام شيطانية حاقدة ومتفقة مع احلام الصهاينة في جر ايران لصراع يستنزف قدراتها ويدمر أقتصادها لتؤول الأمور لزوالها..
أما الرابع فنحن محبوا أيران المطالبون بالثأر لدماء الشهداء ومعاقبة تل أبيب وايقاف استهتارها يضاف لنا الشرفاء الطيبون في غزة وشعوب الاسلام المنتظرون لقلب المعادلة وترجيح كفة الاسلام والثأر لدماء غزة وكبح جماح الدولة العبرية المستهترة ..
لذلك فأنا أنتظر الرد ولكن يدي على قلبي المرتجف من أن تتعرض الجمهورية لردة فعل مرسومة مسبقا قد لا تكون بالحسبان ولا تتمكن قدرات ايران من احتواؤها وردها الى نحرها .. فأيران بين نارين وخيارين كلاهما مر . الأول أن يكون الرد عاديا شكليا وهذا لا يتوافق مع حجم اعتداءات تل أبيب فيؤثر ذلك على موقعها ويطمع فيها العدو ويتجرأ عليها مستقبلا جوارها من الحكومات الطائفية التي تنتظر ذلك . والخيار الثاني أن ترد بكامل قوتها وفي ذلك كشف مبكر لقدراتها وكذلك وهذا هو المهم هو علمها بأنها ستحقق حلم نتنياهو بتحويل المعركة وتدويلها والهروب من عواقب الهزيمة في غزة بعد سبعة أشهر كشفت عن دولة مارقة مكروهة من شعوب الكوكب . وبالتالي فايران تعلم أن القيام برد قاس مدمر هو بمثابة طوق نجاة سيتمسك به هذا النتنياهو سينقذه من السقوط المدوي الوشيك لحكومته .. هذه هي المعادلة الصعبة التي يجب أن تتعامل معها ايران بدقة وحيرة وحذر . فمن باب أنها يجب أن ترد ومن الباب الآخر فانها تعلم ان تداعيات هذا الرد ونتائجه قد تستثمر لصالح العدو وبذلك يحدث ما يسر هذا العدو ويسوء الصديق الذي يتعامل الان عاطفيا وانفعاليا ويطالب بالرد مهما تكون نتائجه ويدفع بحائك السجاد الى التخلي عن صبره الاستراتيجي ومواجهة الأمر وفق قاعدة : أن خفت من شيء فقع فيه .. واخيرا فالضربة آتية لا محال وقد تكون في برج الليلة أو غدا وهي شر ولكن لابد منه وهذا ما تدركه ايران ولكنها لا يمكن تحاشيه..