الاتجاه المعاكس..!
قاسم الغراوي ||
كاتب وصحفي
لازالت الرؤية ضبابية فيما يخص الموقف من تواجد قوات التحالف الدولي في العراق ولازال الغموض يلف المفاوضات بين اللجان المشكلة بين حكومة العراق والادارة الامريكية لجدول الانسحاب من العراق .
ومن الواضح جدا ان الادارة الامريكية وعبر سياستها الاستراتيجية تماطل في الانسحاب او على اقل تقدير تحاول ان تجعل من الرجوع الى اتقاقية الاطار الاستراتيجي سببا لاعطاءها الشرعية في الجوانب الامنية وهذا هو المهم رغم ان بنود الاتفاقية تشمل التعاون في مجال الطاقة وقضايا الصحة والتعليم وملفات اخرى.
الادارة الامريكية تؤكد على الملف الامني لاعتبارات كثيرة منها ؛ انها تحرص على صمود بقاء الكيان الصهيوني وهو يوغل في القتل والتدمير وبانسحابها سيكون هذا الكيان في متناول المقاومة على كافة الجبهات من جهة ومن الجهة الاخرى سيكون هناك تخوف من دخول جمهورية ايران بكل ثقلها لتدمير الكيان الغاصب .
والسبب الاخرى ان هناك تغيرات واستقطابات دولية في المنطقة تحتم على الادارة الامريكية ان تقف عائقا امامها اذا اخذنا بنظر الاعتبار التطورات المتسارعة في التفاهمات في مجال الاقتصاد والتجارة والعملة والطاقة و صعود القطب الصيني الروسي الايراني بتفاهمات ورؤية مشتركة في مجال امن المنطقة واقتصادياتها ورفض الهيمنة والقطب الاحادي للتحكم بمصير العالم .
السبب الثالث الذي يدعو لبقاء الولايات المتحدة الامريكية هو ان تبقى لما بعد نهايات الانتخابات حتى لاتسجل نقطة ضعف على حكومة بايدن وتقل حظوظه في النجاح وهذا واضح من خلال التصريحات التي تطلقها الحكومة (جدولة زمنية للانسحاب) ولم تحدد الفترة الزمنية لهذه الجدولة واعتقد هي مماطلة وعدم وضوح لحين لقاء الرئيس بايدن بالسيد السوداني لبلورة موقف مشترك .
اما التصريحات التي ترحب بهذه العلاقات وتصفها مهمةً لنزع فتيل الازمات في المنطقة وتعد مفتاح الاستقرار في المنطقة فنعتقد ان ذلك مبالغ فيه وان وجود امريكا في المنطقة هي سبب كل الازمات وعدم استقرار المنطقة واما رسم خارطة للعلاقات مع الولايات المتحدة واستدامتها يجب ان تكون وفق استحقاق السيادة والاستقلال بعيدا عن الهيمنة الامريكية والتدخل في فرض الشروط الخاصة باموال العراق وقيمة الدولار ورسم السياسة المالية والنقدية للعراق .
المقاومة العراقية تعهدت للحكومة باعطاءها الوقت الكافي لحسم تواجد القوات الامريكية في العراق وانتظار نتائج الزيارة المرتقبة للسيد السوداني للولايات المتحدة الامريكية وماتتمخض عنها وسيكون بعدها لكل حادث حديث .
قوات التحالف الدولي وعلى راسها القوات الامريكية ستخرج عاجلا ام اجلا ولكن بعد ان تضمن اتفاقيات ثنائية لحماية مصالحها في مختلف الجوانب ، وحكومة السيد السوداني اكدت على مثل هذه الاتفاقيات مع دول التحالف الدولي .
سيكون هناك جدولة للانسحاب تحددها الادارة الامريكية لا الحكومة العراقية وفق وتبعا للاحداث في المنطقة والتحديات .