(الرحلة الى سين)رحلة عراقية لتاريخ وتقلبات ومواجع بمداد قلم منصف..!
قراءة – حسين الذكر ||
قبل ستة اشهر تقريبا استضفنا الزميل علي كاظم في مركز افرست للاعلام .. وقد احتفينا فيها وهو يوقع كتابه ( الرحلة الى سين ) . التي استطاع الزميل علي بقلم اديب ومهارة صحفي وتجربة ميدانية معززة بروح عراقية ان يسطر فيه مذكرات أيام عاشها منذ ولادته حتى تخرجه من كلية الشرطة العراقية تلك المؤسسة الأمنية الاحترافية مع صنوها الكلية العسكرية اللاتي لم تكنا متاحتان ومتيسرتان للجميع وان الدراسة فيها والتخرج منها يعني الصبر والجلد والانتظام والمعرفة المهنية فضلا عن شروط امنية وحزبية وحكومية أخرى .. وان المتخرج منها كان فعلا يمتلك مميزات وخصائص تستحق منحه الشهادة وتزين كتفه بالنجمات .. وقد عاش الزميل علي في مراحل تمثلت بالحرب العراقية الإيرانية ومن ثم حرب الكويت وما اعقبها من انتفاضات وعمليات سحق ودمار وابادة جمعية .. وما شهده المواطن البريء من مأساة وقتل ودفن بمقابر جماعية واعتقال لمواطنين أبرياء … وقد كان الزميل أبو عبد الله ضمنهم في عمليات القاطع الشمالي في محافظة السليمانية .. ثم عودته لاهله وبيته والعيش في ظل الحصار الدولي الظالم الذي راح ضحيته الشعب فيما سلمت السلطات منه بل وظف لدعمها .. وقد رسم لنا الزميل علي الكثير من الصور التي وان لم يتناولها بشكل مباشر لاسباب مبررة احترم رؤيته فيها .. الا انه تمكن بحرفنة عالية من طرح الازمة وتتحسس المصيبة التي تجرع الكثير من الامها ثم انتقل الى ما بعد كارثة الاحتلال عام 2003 والخلاص من ربقة الدكتاتورية والوقوع بمخالب الاحتلال البغيض وما اعقبه من اجندات فساد وفتنة وخراب للبلد .. وكيف اضطرته الظروف الى الهروب والعيش بالمهاجر حيث سوريا واوربا عبر سلسلة من الطرق الوعرة المخيفة المميتة حتى استقر به المقام واسرته في السويد التي ما زال ينتظر فيها استقرار وطنه العراق والعودة بكل شوق وحنين اليه بشكل كامل اذ لا تعوضه جنان العالم عن متر من جمالات بلاد النهرين وارض السواد والخير والحضارة وشعب الكرم والجود والإنسانية والاحساس المرهف ..
رحلة الى سين ترجمان حقيقي بقلم ومداد عراقي منصف وحيادي وغير منتم الا لبلده ولشعبه وهو يؤرخ لمرحلة خطيرة من مراحل عراقنا وتاريخنا الحديث الجديرة بالاهتمام والقراءة والحفظ كوثيقة مهمة للدارسين والمتعلمين والباحثين بل لهواة التاريخ ومحبي المعرفة والاطلاع والثقافة العامة .. تلك كانت لمحة سريعة بل خاطفة على منجز سردي تاريخي مهم لحوادث ناطقة برحلة شيقة تمكن الزميل علي كاظم النجاح في ترجمانها بما يستحق القراءة … وقد تركت الكثير من الجمالات دون ان ادخل بالتفسير او الاسهاب كي اترك للقاريء فسحة للمتعة ومجال الاستنباط بما يراها ويعتقده ويتحسسه .